روى القندوزي الحنفي في الينابيع : عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مرفوعا : «... يلتفت المهدي (عج) الشريف وقد نزل عيسى عليهالسلام كأنما يقطر من شعره الماء فيقول الإمام المهدي (عج) تقدّم فصلّ بالناس ، فيقول عيسى عليهالسلام : إنما أقيمت الصلاة لك ، فيصلّي خلف رجل من ولدي» ورواه أيضا نجم الدين العسكري في كتابه المهدي الموعود عن المصادر المعتبرة في الجزء الثاني ص ٢٢٤.
وأخرج البحراني في غاية المرام عن الثعلبي عند قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١)) (الزخرف / ٦٢) قال : ذاك عيسى بن مريم ، ثم قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ينزل عيسى بن مريم عند انفجار الصبح ما بين مهرودين (وهما ثوبان أصفران من الزعفران) أبيض أصهب الرأس (أي يميل شعره إلى الحمرة الممزوجة بصفرة) أفرق الشعر كأنّ رأسه يقطر دهنا ، بيده حربة يكسر الصليب ويقتل الخنزير وهو الوزير الأمين للقائم وحاجبه ونائبه ، يبسط في المغرب والمشرق الأمن كرامة الحجة بن الحسن (عج) (١).
٤ ـ الخضر عليهالسلام الذي اختفى منذ آلاف السنين ، منذ الإسكندر ذي القرنين حيث كان يبحث عن عين الحياة الموجودة بمكان ظلمة ، فوفّق لها الخضر عليهالسلام دون الإسكندر ، والخضر عليهالسلام ذكره القرآن في قصته مع موسى عليهالسلام في سورة الكهف.
وقيل : إنّ المسيحيين يعتقدون أنّه مار جرجس فهم يقدّسونه ويحترمونه ويتوسلون به. وقد أشار إليه القرآن بإكبار وتعظيم وأمر نبيّا عظيما أن يتّبعه فقال تعالى : (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) (الكهف / ٦٦). فوجدا : «أي النبي موسى وغلامه (قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (٦٧) قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٦٨)).
وقد اختلف في شخصية الخضر عليهالسلام هل هو نبيّ أو وليّ؟
والمشهور على أنّه نبيّ ، وقد أوتي العلم اللدني الإفاضيّ.
واتفق المؤرخون شيعة وسنّة على أنه ما زال حيّا إلا ما ذكر عن الجبائي المعتزلي حيث أنكر حياة ونبوّة الخضر بأمرين :
__________________
(١) المهدي الموعود المنتظر : ج ٢ ص ٢٢٠.