لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٤) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (١٢٥) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (١٢٦) اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٧)) (الصافات / ١٢٤ ـ ١٢٧) ولم تشر الآيات إلى بقائه حيّا إلّا أنّ النصوص هي التي ذكرت ذلك وأنّه يحضر موسم الحجّ كلّ عام فيلتقي بالخضر عليهالسلام.
وقد أرسله الله إلى أهالي بعلبك حيث كانوا يعبدون الأصنام ، فزجروه واضطهدوه فهرب منهم إلى الجبال والبراري فرفعه عزوجل من بين أظهر العباد وألبسه النور (١).
وذهب بعضهم إلى أنّ الخضر والياس شخص واحد ، وأنّ الخضر عليهالسلام اسمه الياس لقّب بالخضر لأنّه كان من إعجازه (٢).
يلاحظ عليه : أن الخضر عليهالسلام كان معاصرا لذي القرنين وكان في جيشه عند ما شرب من عين الحياة ، وذو القرنين أدرك النبي إبراهيم عليهالسلام على ما صرّح بذلك الراوندي في قصصه ويؤيّد ذلك المرويّات التي تصرّح بأنّ خروج الإسكندر كان بعد طوفان نوح مباشرة».
أما الياس عليهالسلام فيرجع نسبه إلى هارون بن عمران بن عمّ اليسع وهو الياس بن يسع بن فنحاس بن العيزار بن هارون بن عمران وقد بعث بعد حزقيل إلى أهالي بعلبك في شمال لبنان بعد ما بوأ يوشع بن نون بني إسرائيل الشام بعد موسى عليهالسلام وقسّمها بينهم ، فسار منهم سبط ببعلبك وهو السبط الذي منه كان الياس النبي عليهالسلام.
٦ ـ النبي إدريس عليهالسلام ويعتقد أهل السنّة أنّه ما زال حيّا في السماء حيث رفعه الله تعالى إليه كعيسى عليهالسلام ويستندون إلى قوله تعالى : (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) ولم يثبت ذلك عند محققي الشيعة.
وزبدة المخض : إنّ الشيعة يعتقدون ببقاء اثنين من الأنبياء أحياءهما : عيسى عليهالسلام والخضر عليهالسلام ، أما النبي الياس ، فمختلف فيه عند الشيعة ، والأشهر
__________________
(١) البحار : ج ١٣ ص ٣٩٧.
(٢) والقائل به : نجم الدين العسكري في كتابه : «المهدي الموعود المنتظر» : ج ٢ ص ٣٥٠ ط مؤسسة الإمام المهدي عليهالسلام.