أنه ما زال حيّا.
أمّا الأشاعرة فقالوا ببقاء أربعة أحياء :
عيسى والياس وإدريس والخضر عليهمالسلام.
وعلى هذا لنا أنّ نحتجّ على القوم ببقاء هؤلاء الأربعة عليهمالسلام أو ببقاء اثنين على أقل تقدير في موضوع بقاء الإمام المهدي (عج) إلى الآن حيّا فنحتجّ قائلين لهم : إن كنتم تعتقدون ببقاء هؤلاء أحياء مع اعتقادكم ببقاء إبليس والدجّال مع تقدّمهم بالحياة على الإمام المهدي (عج) فما بالكم تنكرون طول عمر مولانا الإمام المهدي (عج) الشريف؟!!
إلى هنا نكون قد انتهينا من النقطة الأولى.
النقطة الثانية :
ما هي المصلحة من اختفائه (عج) الشريف؟
وهل أن غيابه الطويل المواكب للحضارات المتعاقبة يزيد في إعداده الفكري ويعمّق له الخبرة القيادية لليوم الموعود كما ادّعى ذلك الشهيد الصدر (قدسسره) في بحثه عن الإمام المهدي (عج) حيث قال :
«إن التجربة التي تتيحها مواكبة تلك الحضارات المتعاقبة والمواجهة المباشرة لحركتها وتطوراتها لها أثر كبير في الإعداد الفكري وتعميق الخبرة القيادية لليوم الموعود ، لأنها تضع الشخص المدّخر أمام ممارسات كثيرة للآخرين بكل ما فيها من نقاط الضعف والقوة ، ومن ألوان الخطأ والصواب وتعطي لهذا الشخص قدرة أكبر على تقويم الظواهر الاجتماعية بالوعي الكامل على أسبابها وكل ملابساتها التاريخية» (١).
أقول : إنّ ما ذكره الشهيد الصدر (قدسسره) خطير جدا على المستوى العقيدي لاستلزامه نسف الأسس الفكرية العظمى التي يتحلى بها الإمام الخليفة المسدّد من قبل السماء ، والمحيط بتفاصيل الأمور العلمية والاقتصادية والاجتماعية
__________________
(١) بحث حول الإمام المهدي : ص ٧٢ ط. الغدير بيروت.
وهذا الكلام بنفس معناه أخذت به جمعية التعليم الديني في لبنان في كتابها المعدّ لتدريس طلابها في المرحلة الثانوية الجزء الثاني ص ١٢٦.