توطيد العدل بل استحالة توطيده من دونه عليهالسلام في آخر الزمان.
لذا ورد نصّ يؤكد هذا المعنى ، مفاده : أنه يخاف على نفسه الذبح (١).
الرابع : الاستقلال بالدعوة ولازمها ألّا يكون في عنقه بيعة لظالم (٢).
الخامس : التكميل للنفوس وتهذيبها.
السادس : امتحان الناس واختبارهم :
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ... يبرأ بعضكم من بعض فعند ذلك تميّزون وتمحصون وتغربلون بالغربال ، وعند ذلك اختلاف السنين وإمارة من أوّل النهار وقتل وقطع في آخر النهار (٣).
تساؤل :
قد يقال : إنّ وجود الإمام إنّما يكون لطفا فيما إذا كان ظاهرا زاجرا قاهرا ، أما في حال غيبته فلا لطف في ذلك.
يجاب عنه :
إنّ كون وجوده عليهالسلام لطف فيما إذا كان زاجرا قاهرا لم يتفوّه به أحد من الملّيين لأنّ غالب الأنبياء كانوا مقهورين مشردين بل مقتولين على أيدي الظلمة وأما بالنسبة إلى مسألتنا فلا يلزم ألّا يكون الظاهر لطفا مقرّبا للعباد إلى الطاعة ومبعّدا عن المعصية ، لأنّ اللطف لا ينحصر في الظاهر فحسب فإنّ من له مدخليّة في طاعة العباد سواء أكان ظاهرا أم غائبا عن الأبصار كجبرائيل وسائر الملائكة كان وجودهم لطفا بمعنى أنهم لو لم يكونوا لم تقع أكثر الطاعات لكونهم حافظين مسدّدين مؤيّدين منزلين للوحي والإلهام ، فاللطف غير منحصر في الظاهر ، بل وجوده في الغائبات أكثر منه في الظواهر.
ومن هنا يتضح الجواب على ما قد يقال بأن وجوده وعدمه سيّان ما دام الناس لا ينتفعون به لكونه غائبا عنهم.
ويضاف إلى ما تقدم : أن الغيبة لا تلازم عدم التصرّف في الأمور ، فهو
__________________
(١) إكمال الدين : باب ٤٤.
(٢) البحار : ج ٥٢ ص ٩٥ ح ١١.
(٣) البحار : ج ٥٢ ص ١١٢.