الله فرجه) الشريف إماما ليس بتلك الاستحالة التي لا يمكن أن تتحقق.
٣ ـ إنّ حالة الرشد العقلي ليس لها سن معين فربّ شخص يكون راشدا وهو ابن خمس سنوات نتيجة نمو المخ بالقدر الكافي عنده بقدرة الله تعالى ، كذلك لا يكون الإنسان راشدا نتيجة ضعف في نمو المخ حتى ولو كان ابن خمسين سنة.
فما المانع حينئذ لو أنّه سبحانه جعل سنّ الرشد عند الإمام عليهالسلام في سنّ الخامسة ، وهل في ذلك استحالة عقلية أو أنه من الممكنات الواقعة تحت قدرته تعالى؟
فإذا كان إتيان النبوة وتعليم الكتاب لصبي في المهد وإعطاء الحكم ليحيى حال صباه ممكنا ، فلا يمتنع ذلك عليه تعالى أن يجعل الإمامة للحجة المنتظر (عج) الشريف وهو صبي إكراما له ولجدّه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وليكون دليلا على بقاء هذا الدين واستمراره ، ولئلا يخلو الزمان من أهل البيت عليهمالسلام حجج الله سبحانه على العباد كافة ، كل ذلك مصداقا لحديث الثقلين وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم الحوض.
تساؤل آخر :
لما ذا لا يخلق الله سبحانه المهدى (عج) الشريف في آخر الزمان؟
يجاب عليه :
١ ـ إنّ الحكمة من عدم إيجاده في الزمن المناسب ترجع إلى كونه من صلب الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ، وهو من صلب الإمام الهادي عليهالسلام وهكذا إمام من صلب إمام ، فهم أئمة متسلسلون من صلب إلى صلب.
٢ ـ إنّ الإمامة كالنبوّة بل هي أعظم درجة منها ، فلا بدّ لصاحبها أن يكون معصوما ، ولا أحد معصوم بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا ابنته الزهراء عليهاالسلام وزوجها والحسن والحسين ومن جاء بعد الإمام الحسين عليهالسلام واحدا تلو الآخر.
٣ ـ إن فائدة وجود الإمام عليهالسلام لا تنحصر بزمن دون زمن ، فحين استشهد الإمام الحسن العسكري عليهالسلام لا بد أن يخلفه إمام يقوم مقامه ويؤدي المهام التي كانت لأبيه ، لأن الزمان لا يخلو من إمام ، وعدم رؤية الكثيرين له عليهالسلام لا ينفي أصل وجوده والانتفاع به.
قد يقال :