الثاني :
إنّ خمود العلويين مردّه انتهاء زمن ظهور الأئمة عليهمالسلام وانقطاع اتصالهم بالناس منذ وفاة الإمام العسكري عليهالسلام لأنّ لتوجهات الأئمة المباشرة وغير المباشرة أثرا كبيرا في إعطاء الزخم الثوري للنهوض ضد الباطل والانحراف ، أو يكون مردّه تفاعل الناس مع الأئمة حيث يرونهم مهضومي الحقوق لا يلوون على شيء مما يولّد فيهم الحركة والنشاط ضد السلطات التي أغمطتهم حقوقهم وذوتهم عن قواعدهم الشعبية ومواليهم وشيعتهم.
هذه أهم ما ورد من أحداث في الغيبة الصغرى ، والمهم التعرّض له هنا لأنه من الملاحظ عدم ورود أي ردّ أو اعتراض من قبل الحجّة المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) لشيء من هذه الحوادث في الداخل والخارج مع أنّ بعضها قد حرّك ضمائر المسلمين كنقل القرامطة الحجر الأسود من الكعبة إلى هجر أو قتل المؤمنين الموالين فيتساءل المرء لما ذا لم يظهر من الإمام عليهالسلام أي اعتراض منه على ما حدث في تلك الفترة الزمنية؟
قال يقال :
إنّ السبب في ذلك يرجع إلى عدّة مبررات :
المبرر الأول :
إنّ إعراضه التام بحيث لم يصدر منه أي اعتراض يعدّ بمثابة احتجاج صامت وشجبا سلبيا لمجموع الخط الذي يسير عليه الناس المنحرفون الذين صنعوا تلك الأحداث العظام وكانوا سندا للسلطات الظالمة المنحرفة التي سبّبت غيابه عن قواعده الشعبية فعدم اعتراضه لما صدر منهم ما هو إلّا إهمال وتناسي لتلك العصابة المنحرفة وكأنه لا موجود في الأرض إلّا حقه المطلوب وأهدافه العالية المقدّسة.
المبرر الثاني :
إنّ الإمام عليهالسلام وأرواحنا لتراب أقدامه الفداء لم يصدر منه أي توقيع ابتدائي إلّا نادرا فيما يخصّ حال سفرائه كتنصيب السفير اللاحق نيابة عن السابق وكالتعزية بسفيره الأول وما شابه ذلك ، فكان من الطبيعي ألّا يصدر منه أي اعتراض عبر أي توقيع ابتدائي تعليقا على أحد الحوادث العامة إلّا إذا سأله بعض