من أهل بيتي» (١).
الأمر الثالث : ما هي واجباتنا خلال الغيبة؟
من أهم التكاليف الإسلامية في عصر الغيبة هي معرفة الإمام المهدي (عج) الشريف والاعتقاد به كحقيقة موجودة وكإمام مفترض الطاعة وقائد فعلي لهذه الأمّة وإن لم يكن ظاهرا للعيان. والاعتقاد به بمثابة ضرورة من ضروريات العقيدة الإسلامية بشكل عام والإماميّة بشكل خاصّ ، وهذا الاعتقاد لا بدّ أن يكون مقرونا ومشفوعا بأنّه عجّل الله فرجه الشريف مطّلع على الأعمال وملمّ بالأقوال بقدرة الله (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) فهذا الاطّلاع الذي حباه سبحانه لوليّه في الدنيا بحيث يحزن إذا رأى مواليه ينحرفون عن خطّ الرسالة ، كما أنّه يفرح للتصرّف الصالح والمثمر ويعضد المرء الذي يسير على خطاه ، وحريّ بالمرء أن يعرف أنّ أعماله الصالحة وجهوده الخيّرة في سبيل الصالح العامّ وتصعيد درجة إخلاصه وتعميق الشعور بالمسئولية تجاه المحرومين والمستضعفين المؤمنين كلّ ذلك يخوّله المشاركة في تأسيس وتمهيد يوم الظهور وتقريب اليوم الموعود.
ومعرفته عليهالسلام تستدعي إيجاد تكاليف من إمام العصر وناموس الدهر (عج) الشريف ، وهذه التكاليف على قسمين : عامّة وخاصّة.
أمّا الخاصة فهي المتعلّقة بإمام زماننا.
وأمّا العامة فهي المتعلقة بالأفراد والجماعات خلال غيبته.
أما الأولى : فتشمل مجموعة آداب ومراسم امتثال أوامره وكيفيّة إطاعته ومعرفته أنه عبد طاعته وأنّ هذه النّعم التي يتقلّب فيها العباد إنما هي من فتات مائدة إحسان وجوده لأنّه واسطة وصول الفيوضات الإلهيّة والنعم غير المتناهية الدنيوية والأخروية ، وقد ثبت بحكم العقل : أنّ النبوة لطف خاص والإمامة لطف عام ، واللطف الخاص ينقطع بانقطاع النبوة ويبقى اللطف العام مستمرّا إلى انقضاء الساعة ، وحتى يدرك اللطف والفيض لا بدّ من التوجّه الحثيث لنيله والتقرّب منه
__________________
(١) أمالي الصدوق : ص ٦٢ ح ١٠ ط. قم وكمال الدين ص ٢١٠. وأمالي الطوسي ص ٣٣٢ المجلس ١٢. ومن لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ٥٨٥ ، وهو من الأخبار المستفيضة الصحيحة.