والأهواء ومن جملتهم طائفة من الرافضة».
والعامّة كعادتهم ينكرون أغلب معتقدات الشيعة التي هي في الواقع معتقدات الإسلام، واتهامهم الشيعة بالرفض ما هو إلّا حلقة من حلقات التشنيع على من سار على درب العترة الطاهرة ، والتشنيع عليهم في مسألة الرجعة ممّا يدعو للعجب ، وكأنهم لا يقرءون القرآن وإذا قرءوا لا يفهمون بل على قلوب أقفالها ، وقد تناسوا أنّ أول من قال بالرجعة من قادتهم عمر بن الخطاب عند ما خرج من الغرفة المسجّى فيها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «إنّ رسول الله ما مات ، ولكنه ذهب إلى ربّه كما ذهب موسى بن عمران ، فغاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع بعد أن قيل قد مات والله ليرجعن رسول الله فليقطعنّ أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنّ رسول الله مات» (١).
والرجعة لصنفين من الناس :
١ ـ من محض الإيمان محضا.
٢ ـ ومن محض الكفر محضا.
والمراد في الصنف الأول رجوع أئمتنا عليهمالسلام مع النبي الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبعضهم استبعد رجوع جميع الأئمة عليهالسلام وإنما يرجع بعضهم كالإمام علي والحسين عليهماالسلام لورود نصوص فوق حدّ التواتر بشأنهما فرجوعهما هو القدر المتقين وهذا لا يخلّ بمبدإ الإيمان بالرجعة إجمالا.
نعم ، هناك بعض الشّذاذ (٢) من الشيعة أنكروا رجوع الأشخاص إلى الدنيا وأوّلوا النصوص برجوع دولة الأئمة عليهمالسلام إلى الدنيا بعد موتها.
ينقض على ذلك :
أولا : إنّ ظهور الإمام (عج) الشريف شيء وعودة الحياة إلى مجموعة من
__________________
(١) تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٤٤٢ ط. الأعلمي حوادث سنة ١١ والكامل في التاريخ لابن الأثير : ج ٢ ص ٣٢٣ حوادث سنة ١١.
(٢) لاحظ البحار ج ٥٣ ص ١٣٨ : نقل عن السيّد المرتضى «قدّس سره» أنّه قال : أنّ شذاذ الإمامية يذهبون إلى أن الرجعة رجوع دولتهم في أيام القائم عليهالسلام من دون رجوع أجسامهم. وممّن قال بهذا أيضا السيد محمد حسين فضل الله في مجلة الفكر الجديد ص ١٣ ومجلة المعارج المجلّد السادس السنة الثامنة ص ٣٢٨.