يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) (فاطر / ٣٧ ـ ٣٨).
وقال تعالى : (قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (المؤمنون / ١٠٠ ـ ١٠١).
قد يقال :
إن الرجعة لا تنسجم مع قوله تعالى : (قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) لأنه طبقا لهذه الآية فإن المشركين يطلبون الرجوع للدنيا ليعملوا صالحا ، فكيف يقول الشيعة أن الله سيعيد جماعة إلى الدنيا في دولة القائم المهدي (عج) الشريف؟!
والجواب :
إن هذه الآية (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً) عامة ، والرجعة خاصة ، بمعنى : أن كل العصاة والجبابرة والكفار المعاندون يتمنون وهم في عالم البرزخ الرجوع إلى الدنيا لكي يعملوا الصالحات ، لكنّ الله تعالى لا يستجيب طلبهم لأنهم لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ، وإنما يرجع جماعة منهم ـ لا استجابة لهم دون غيرهم من أهل النار ـ ليكونوا عبرة لغيرهم لشدة ما كانوا عليه من الفساد والظلم والطغيان ، من هنا جاء في النصوص أنه لا يرجع إلا من محض الكفر أي من كان خالصا في الكفر والزندقة.
التساؤل الرابع :
هل صحيح أن الرجعة تنافي التكليف كما ادّعى قوم من شذّاذ الشيعة ، لذا فرارا من طرح الروايات المتكثرة في الرجعة قالوا إنّها محمولة على رجوع دولة الأئمة عليهمالسلام يوم خروج القائم (عج) الشريف؟
والجواب :
أولا : إنّ الرجعة غير ملجئة إلى فعل القبيح أو فعل الواجب فليس كلّ أهل الرجعة مكلفين بل المؤمنون هم المكلّفون بنصرة الإمام (عج) للفوز به ومعه عليهالسلام ، أما من أعيد من الأعداء للنكال والعقاب فلا تكليف عليه.
أضف إلى ذلك أنّ تكليف المؤمنين كما يصحّ مع ظهور المعجزات والآيات الباهرات كذلك يصحّ مع الرجعة فإنّه ليس في ذلك إلجاء إلى فعل الواجب.