الباب الثّلاثون
عقيدتنا في الدعاء
قال المصنّف (قدسسره) :
قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض» ، وكذلك هو ، أصبح من خصائص الشيعة التي امتازوا بها ، وقد ألّفوا في فضله وآدابه وفي الأدعية المأثورة عن آل البيت ما يبلغ عشرات الكتب من مطوّلة ومختصرة. وقد أودع في هذه الكتب ما كان يهدف إليه النبيّ وآل بيته صلّى الله عليهم وسلّم من الحثّ على الدعاء والترغيب فيه ، حتى جاء عنهم : «أفضل العبادة : الدعاء» و «أحبّ الأعمال إلى الله عزوجل في الأرض الدعاء» ، بل ورد عنهم : «أنّ الدعاء يردّ القضاء والبلاء» و «أنّه شفاء من كلّ داء».
وقد ورد أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان رجلا دعاء ، أي كثير الدعاء. وكذلك ينبغي أن يكون وهو سيّد الموحّدين. وقد جاءت أدعيته كخطبه آية من آيات البلاغة العربية كدعاء كميل بن زياد المشهور ، وقد تضمنت من المعارف الإلهية والتوجيهات الدينية ما يصلح أن تكون منهجا رفيعا للمسلم الصحيح.
وفي الحقيقة أنّ الأدعية الواردة عن النبي وآل بيته عليهم الصلاة والسلام خير منهج للمسلم ـ إذا تدبرها ـ تبعث في نفسه قوّة الإيمان ، والعقيدة وروح التضحية في سبيل الحقّ ، وتعرفه سرّ العبادة ، ولذّة مناجاة الله تعالى والانقطاع إليه ، وتلقنه ما يجب على الإنسان أن يعلمه لدينه وما