الملكوتية ، والذكر من قوى النفس الناطقة التي عرّف عنها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام لكميل بن زياد صاحبه المشهور عند ما قال لسيده علي بن أبي طالب عليهالسلام : أريد أن تعرّفني نفسي ؛ قال عليهالسلام : يا كميل أي النفس تريد أن أعرّفك؟
قال : قلت يا مولاي وهل هي إلّا نفس واحدة؟
قال عليهالسلام : يا كميل إنما هي أربعة :
النامية النباتية ، والحسيّة الحيوانية ، والناطقة القدسية ، والكلية الإلهية ، ولكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصيتان : فالنامية النباتية لها خمس قوى : ماسكة وجاذبة وهاضمة ودافعة ومربيّة ، ولها خاصيتان : الزيادة والنقصان ؛ وانبعاثها من الكبد وهي أشبه الأشياء بأنفس الحيوانات.
والحسية الحيوانية لها خمس قوى : سمع وبصر وشمّ وذوق ولمس ، ولها خاصيتان : الرضا والغضب ، وانبعاثها من القلب وهي أشبه الأشياء بأنفس الأناس.
والناطقة القدسية : لها خمس قوى : فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة ، وليس لها انبعاث وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكية ، ولها خاصيتان : النزاهة والحكمة.
والملكية الإلهية : لها خمس قوى : بقاء في فناء ، ونعيم في شقاء ، وعزّ في ذلّ ، وفقر في غناء ، وصبر في بلاء ، ولها خاصيتان : الرضا والتسليم ، وهذه مبدؤها من الله وإليه تعود قال تعالى : (فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا) وقال : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٨) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً) والعقل وسط الكل (١).
وهنا نبحث في الدعاء ضمن نقطتين :
النقطة الأولى : في معنى الدعاء وسبب الاستجابة وعدمها :
معنى الدعاء لغة : طلب الإقبال ، يقال : دعوت زيدا أي طلبت إقباله إليّ ، ويأتي الدعاء بمعنى الابتهال إلى الله سبحانه بالسؤال والرغبة فيما عنده من الخير.
__________________
(١) رواه الكاشاني في «الكلمات المكنونة» مرسلا ولكن يشهد بصدوره عن مهبط الوحي صحة معانيه وسبك مبانيه. وكذا رواه الشيخ البهائي (قدّس سره) في الكشكول : ج ٢ ص ٢٤٨ ط. دار الزهراء ، بيروت.