سيرة المسلمين :
جرت سيرة المسلمين في حياة النبي (١) وبعد وفاته على التوسّل بأولياء الله والاستشفاع بمنزلتهم وجاههم عند الله تعالى ونحن ننقل ما ذكره بعض مؤرخي العامة :
منهم ابن الأثير حيث روى :
١ ـ إنّ عمر بن الخطّاب استسقى بالعبّاس ، عام الرّمادة ، لمّا اشتدّ القحط ، فسقاهم الله تعالى به وأخصبت الأرض ، فقال عمر : هذا ـ والله ـ الوسيلة إلى الله والمكان منه.
وقال حسّان :
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا |
|
فسقى الغمام بغرّة العبّاس |
عمّ النبي وصنو والده الذي |
|
ورث النبيّ بذاك دون الناس |
أحيى الإله به البلاد فأصبحت |
|
مخضرة الأجناب بعد الياس |
ولمّا سقي الناس طفقوا يتمسحون بالعبّاس ويقولون : هنيئا لك ساقي الحرمين» (٢).
عن عبد الله بن أنس عن أنس قال : انّ عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : اللهم إنّا كنا نتوسّل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنّا نتوسل إليك بعمّ نبينا فاسقنا ، قال : فيسقون.
٢ ـ وفي رواية أخرى :
إنّ عمر ـ لمّا استسقى بالعبّاس ـ قال : أيها الناس إنّ رسول الله كان يرى للعباس ما يرى الولد للوالد ، فاقتدوا به في عمّه واتخذوه وسيلة إلى الله.
قال القسطلاني في كتاب المواهب اللدنية ط. مصر تعقيبا على هذه الرواية : «ففيه تصريح بالتوسّل ، وبهذا يبطل قول من منع التوسّل مطلقا وبالأحياء
__________________
(١) لقد أورد البخاري في المجلد الثاني كتاب الاستسقاء العديد من النصوص الدالة على أن المسلمين استسقوا بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٢) أسد الغابة في معرفة الصحابة : ج ٣ ص ١١١ ط. مصر وص ١٦٦ ط. دار الكتب العلمية بيروت.
رواه البخاري في باب صلاة الاستسقاء رقم الحديث ١٠١٠.