الباب الثّالث والثّلاثون
عقيدتنا في معنى التشيع عند آل البيت
(عليهمالسلام)
قال المصنّف (قدسسره) :
إنّ الأئمة من آل البيت عليهمالسلام لم تكن لهم همّة ـ بعد أن انصرفوا عن أن يرجع أمر الأمّة إليهم ـ إلّا تهذيب المسلمين وتربيتهم تربية صالحة كما يريدها الله تعالى منهم ، فكانوا مع كلّ من يواليهم ويأتمنونه على سرهم ، يبذلون قصارى جهدهم في تعليمه الأحكام الشرعيّة وتلقينه المعارف المحمدية ، ويعرّفونه ما له وما عليه.
ولا يعتبرون الرجل تابعا وشيعة لهم إلّا إذا كان مطيعا لأمر الله مجانبا لهواه آخذا بتعاليمهم وإرشاداتهم. ولا يعتبرون حبّهم وحده كافيا للنجاة كما قد يمنّي نفسه بعض من يسكن إلى الدعة والشهوات ويلتمس عذرا في التمرّد على طاعة الله سبحانه. أنهم لا يعتبرون حبّهم وولاءهم منجاة إلّا إذا اقترن بالأعمال الصالحة ، وتحلّى الموالي لهم بالصدق والأمانة والورع والتقوى.
«يا خيثمة! أبلغ إلينا أنّه لا نغني عنهم من الله شيئا إلّا بعمل ، وأنّهم لن ينالوا ولايتنا إلّا بالورع ، وأنّ أشدّ الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثمّ خالفه إلى غيره»(١).
__________________
(١) أصول الكافي كتاب باب زيارة الإخوان.