وليس من أولياءنا من هو في قرية فيها عشرة آلاف رجل فيهم خلق لله أورع منه).
د ـ (إنما شيعة «جعفر» من عفّ بطنه وفرجه واشتدّ جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه. فإذا رأيت أولئك ، فأولئك شيعة جعفر).
* * *
متى نشأ التشيّع؟
لعلّ طالب الحقيقة يسأل : إذا كان الإسلام دينا كاملا وشاملا جاء لهداية البشرية جمعاء ، فما بال أتباعه ينقسمون إلى طائفتين : شيعة وسنّة؟
وهل دين السنّة غير دين الشيعة ، ومتى برز اصطلاح سنّة وشيعة؟ وهل الشيعة ليسوا من أهل السنّة ، ومن هم الشيعة؟
هذه تساؤلات تعرض على بساط البحث ، وعلى طالب الحق والحقيقة أن يذعن للصواب مهما كانت النتائج مرّة وصعبة.
فنقول : إنّ مصطلح «سنّة» مع إضافة «الجماعة» إليه أي أهل السنّة والجماعة ليس له علاقة بالإسلام بل ابتدعته أراجيف السياسة الظالمة ضدّ عترة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين طهّروا بمحكم الكتاب العزيز ؛ ولو رجعنا إلى تاريخنا قليلا وحلّلنا الأسباب التي أدّت إلى نشوء هذا المصطلح يظهر لنا بوضوح أنّ هذا التقسيم برز إلى العلن وبشكل واضح ـ وإن كان لمصطلح الشيعة وجود في القرآن والسنة ـ بعد رحيل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبالأخص يوم السقيفة المشئومة حيث انضم إلى أبي بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب ثلّة من الصحابة ، وأيّدهما جماعة كثيرة من الصحابة الذين لم يدخل الإيمان في قلوبهم ، وقد قام جماعة من حواريّي مولانا الإمام علي بن أبي طالب روحي فداه بمعارضة أبي بكر وجماعته.
«وبديهيّ أنّ السلطة الحاكمة أقصت هؤلاء وأبعدتهم واعتبرتهم خارجين من الصفّ الإسلاميّ وعملت بكلّ جهودها على شلّ معارضتهم بكلّ الأساليب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية».
وممّا يؤكّد صحة هذا القول أن هذا المصطلح برز بوضوح أكثر عند ما اشترط عبد الرحمن بن عوف على أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه يبايعه على شرط كتاب الله وسنة رسوله وسنّة الشيخين كما جاء ذلك في تاريخ الخلفاء للسيوطي (صفحة