وتقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكّر والمؤنّث بلفظ واحد ومعنى واحد.
وقال ابن منظور : «الشيعة : القوم الذين يجتمعون على الأمر وكلّ قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة والشيعة أتباع الرجل وأنصاره ، وقد غلب هذا الاسم على من يتولّى الإمام علي بن أبي طالب وأهل بيته رضوان الله عليهم أجمعين حتى صار لهم اسما خاصّا ، فإذا قيل: فلان من الشيعة عرف أنّه منهم».
وقال الأزهري : «الشيعة قوم يهوون هوى عترة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم» (١).
وزبدة المخض : أنّ الشيعة تطلق على معنيين :
الأوّل : بمعنى الفرقة من الناس كقوله تعالى : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ) (مريم / ٧٠).
والمعنى : من كلّ فرقة.
وقوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ) (الحجر / ١١) أي فرقهم وطوائفهم.
الثاني : بمعنى الأنصار والأعوان كقوله تعالى : (فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) (القصص / ١٦) وقوله تعالى : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) (الصافات / ٨٤) أي من شيعة نوح لإبراهيم عليهالسلام لأنّه كان على منهاج نوح وسنّته في التوحيد والعدل واتباع الحقّ. روي أنّ إبراهيم عليهالسلام من شيعة النبيّ الأكرم محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما قال تعالى : (أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (يس / ٤٢) أي من هو أب لهم فجعلهم ذرية وقد سبقوهم.
وروى الرازي عن الكلبي : «إنّ المراد : إن من شيعة محمّد لإبراهيم بمعنى أنه كان على دينه ومنهاجه فهو من شيعته وإن كان سابقا له» (٢).
وللفظ الشيعة مفهوم أوسع من هذا ، إذ يمكن تعديته إلى كلّ أولياء الله تعالى فقد روي أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جلس يوما يحدّث أصحابه في المسجد فقال : يا قوم إذا
__________________
(١) لسان العرب مادّة شيع : ج ٨ ص ١٨٨.
(٢) تفسير الرازي : ج ٢٦ ص ١٤٦ ومجمع البيان : ج ٨ ص ٤٤٩.