ولا ينقضي هذا الأمر حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.
وفي تعبير آخر : كلهم من بني هاشم (١).
النقطة الثانية : مصدر التشيع :
إنّ المتصفح لأوراق التاريخ والحديث والتفسير يرى بوضوح أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أول من أطلق ـ بعد كتاب الله ـ لفظة «شيعة» على أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام كسلمان المحمدي وأبي ذرّ الغفاري وعمّار بن ياسر والمقداد وأمثالهم ، لذا ورد التأكيد من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خلال حياته المباركة على تأصيل وتجذير هذا المصطلح علي أصحاب وصيه وحبيبه الإمام علي عليهالسلام ليكون بمثابة البذرة في الأرض كي تثمر في المستقبل وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، وهناك نصوص متعددة تثبت هذا المدّعى ، منها :
١ ـ ما ورد عن تفسير الصافي عن الأمالي عن جابر بن عبد الله قال : كنّا عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأقبل علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : قد أتاكم أخي ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال : «والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : إنه أولكم إيمانا معي وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزيّة ، قال : نزلت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) وكان أصحاب محمد إذا أقبل عليّ قالوا جاء خير البرية(٢).
٢ ـ ما ورد عن الحاكم الحسكاني الحنفي النيسابوري من أعلام القرن الخامس الهجري ، بألفاظ وطرق متعددة تبلغ حدّ التواتر ، نقتبس منها ما ورد عن يزيد بن شراحيل الأنصاريّ كاتب الإمام علي عليهالسلام قال : «سمعت الإمام عليّا يقول : حدثني رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وأنا مسنده إلى صدري فقال : أما تسمع قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) هم أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا اجتمعت الأمم للحساب تدعون غرّا محجّلين» وأورد عن تميم بن حذلم عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ
__________________
(١) لاحظ القندوزي في ينابيع المودة : ص ٣٠٨ ومسند أحمد : ج ٥ ص ٨٩ ومستدرك الحاكم : ج ٤ ص ٥٠١ ومجمع الزوائد : ج ٥ ص ١٩٠ وكنز العمال : ج ٦ ص ٢٠١.
(٢) تفسير الصافي : ج ٥ ص ٣٥٥ ط. الأعلمي.