الباب السّادس والثّلاثون
عقيدتنا في الوظيفة في الدولة الظالمة
قال المصنّف (قدسسره) :
إذا كانت معاونة الظالمين ولو بشقّ تمرة ، بل حبّ بقائهم ، من أشدّ ما حذّر منه الأئمة عليهمالسلام ، فما حال الاشتراك معهم في الحكم والدخول في وظائفهم وولاياتهم ، بل ما حال من يكون من جملة المؤسّسين لدولتهم ، أو من كان من أركان سلطانهم والمنغمسين في تشييد حكمهم «وذلك أنّ ولاية الجائر دروس الحقّ كله. وإحياء الباطل كله ، وإظهار الظلم والجور والفساد» كما جاء في حديث تحف العقول عن الصادق عليهالسلام.
غير أنّه ورد عنهم عليهمالسلام جواز ولاية الجائر ، إذا كان فيها صيانة العدل وإقامة حدود الله ، والإحسان إلى المؤمنين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «إنّ لله في أبواب الظلمة من نوّر الله به البرهان ، ومكّن له في البلاد ، فيدفع بهم عن أوليائه ، ويصلح بهم أمور المسلمين ... أولئك هم المؤمنون حقا ، أولئك منار الله في أرضه أولئك نور الله في رعيّته» ... كما جاء في الحديث عن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام. وفي هذا الباب أحاديث كثيرة توضح النهج الذي ينبغي أن يجري عليه الولاة والموظفون. مثل ما في رسالة الصادق عليهالسلام إلى عبد الله النجاشي أمير الأهواز (راجع الوسائل ـ (١) ـ كتاب البيع ـ الباب ٤٦).
* * *
__________________
(١) الوسائل : ج ١٢ ص ١٤٢ ح ١٣.