الباب السّابع والثّلاثون
عقيدتنا في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية
قال المصنّف (قدسسره) :
عرف آل البيت عليهمالسلام بحرصهم على بقاء مظاهر الإسلام ، والدعوة إلى عزّته ، ووحدة كلمة أهله ، وحفظ التآخي بينهم ، ورفع السخيمة من القلوب والأحقاد من النفوس.
ولا ينسى موقف أمير المؤمنين عليهالسلام مع الخلفاء الذين سبقوه مع تواجده عليهم واعتقاده بغصبهم لحقّه ، فجاراهم وسالمهم ، بل حبس رأيه في أنه المنصوص عليه بالخلافة ، حتى أنه لم يجهر في حشد عام بالنصّ إلّا بعد أن آل الأمر إليه (١) ، فاستشهد بمن بقي من الصحابة عن نصّ (الغدير)
__________________
(١) أقول : إنّ ما ذكره المصنف مما لا تقرّه الإمامية بل ما ذكره ما هو إلّا مجرّد تعبير عن رأيه الخاص الدالّ على عدم الإحاطة ، بل إنّ العكس هو الصحيح حيث إنّ عدم ذهاب الأمير عليهالسلام للبيعة بنفسه يعدّ دليلا على اعتراضه عليهالسلام على القوم أمام المسلمين في الأيام الأولى من رحيل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا سيما أنّ الاعتراض الفعلي أبلغ من الاعتراض اللفظي. لكنّ الإمام عليا عليهالسلام اعترض على القوم في حشد عام وذلك في مسجد النبي عند ما أخذوه مقادا للبيعة ، وقد ذكر عامة مؤرّخي الشيعة ، ثم استنكر عليهم أمام جموع الصحابة مرارا ، ويشهد لما قلنا ما رواه ابن قتيبة في كتابه الإمامة كيف أن القوم نفوا عن الإمام عليهالسلام إخوة رسول الله له وكيف كان حاله في المسجد ، كما يشهد لهذا ما رواه الطبرسي في الاحتجاج وسليم بن قيس في كتاب الخلافة والطوسي في الأمالي وغيرهم ذكروا احتجاج أمير المؤمنين عليهالسلام على القوم أمام حشود المسلمين يوم ذاك. هذا بالإضافة إلى اعتراض مولاتنا السيدة الزهراء عليهاالسلام على أبي بكر وابن الخطّاب في مسجد النبي أمام جمهور ـ