محقون الدم ، محرّم العرض ، لا يحلّ مال امرئ مسلم إلّا بطيب نفسه ، بل المسلم أخو المسلم عليه من حقوق الأخوة لأخيه ما يكشف عنه البحث الآتي : في عقيدتنا في حق المسلم على المسلم.
* * *
أقول :
ذكر المصنّف رحمهالله أن الإمام زين العابدين عليهالسلام كان يدعو لأهل الثغور وهو حقّ ولكن من هم أهل الثغور الذين كان يدعوا لهم الإمام زين العابدين عليهالسلام؟ ... هل هم الذين اغتصبوا حقوقهم وقتلوا آباءه وسفكوا دماء شيعتهم أو أنّ أهل الثغور أناس يختلفون بالتوجهات والتطلّعات والإيمان عن الذين ظلموا باسم الدين والإسلام.
لا ريب أن دعاء الإمام زين العابدين عليهالسلام لأهل الثغور وتعليمه المسلمين ذلك ، لم يكن الهدف منه الدعاء لأولئك الظلمة والكفرة والمنافقين الذين كانوا ينضوون تحت لواء تلك الحكومات الظالمة والكافرة التي لم تراع القيم الإنسانية والمبادي الخلقية التي تسالم عليها العقلاء من كلّ دين وفي كلّ زمان ، فكيف يدعو الإمام عليهالسلام للذين اغتصبوا الحق من مولى الثقلين واقتحموا داره ، وضربوا زوجه ، كاسرين ضلعها ، لاطمين خدّها ، مسقطين جنينها ، وهي التي يرضى الله لرضاها ويسخط لسخطها ، مع تغييرهم لأحكام الله وانتهاكهم للحرمات ، وهم الذين أسّسوا دولة بني أمية في بلاد الشام ، فنصّبوا معاوية عليها ، حيث قلب الموازين رأسا على عقب ، فلم يبق من الإسلام شيئا هو وابنه يزيد .. هل يعقل أن يدعو الإمام عليهالسلام لهؤلاء وأمثالهم من بني العباس وهو يعلم أن بدعائه لهم ستقوى شوكتهم ويشتدّ أمرهم ويغرّر المكلّفين بحسن حالهم ، وتغرير المكلّفين والدعاء للظالمين قبيح لا يصدر من مؤمن عاقل يعرف الله ، فكيف بسيّد العقلاء والمؤمنين زين العابدين علي بن الحسينعليهالسلام ، بل يقصد عليهالسلام بدعائه لأهل الثغور أولئك المخلصين بتوجّهاتهم واعتقاداتهم وأعمالهم ، وهم الأقلّون عددا في كل زمان ومكان ، ولكنهم يلعبون دورا في حفظ ثغور المسلمين العسكرية والعقائدية والسياسية والاجتماعية ، وهؤلاء كانوا متواجدين داخل وخارج الحكومات الجائرة.
إذن ، دعاؤه إنما هو للخلّص من عبيد الله لا للظلمة الفجرة الفسقة الذين