(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) قال : يعني به ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام ، قلت : (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) قال : أعمى البصر في الآخرة ، أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام قال : وهو متحير يوم القيامة يقول : (قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (١٢٥) قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) (طه / ١٢٥ ـ ١٢٦) قال : الآيات : الأئمة عليهمالسلام (فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) يعني تركتها ، وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الأئمة عليهمالسلام فلم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم. قلت : «وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشدّ وأبقى»؟ قال : يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام غيره ولم يؤمن بآيات ربه وترك الأئمة معاندة فلم يتبع آثارهم ولم يتولّهم ، قلت : «الله لطيف بعباده يرزق من يشاء»؟ قال : ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام قلت : «من كان يريد حرث الآخرة»؟ قال : معرفة أمير المؤمنين عليهالسلام والأئمة. «نزد له في حرثه» قال : «نزيده منها ، قال : يستوفي نصيبه من دولتهم «ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب» قال : ليس له في دولة الحق مع القائم نصيب» (١).
أبعد هذا يقال أن الإمامة فرع من فروع الدين وليست أصلا من أصول شريعة سيد المرسلين ، ما أظن أن يعتقد بهذا من عرف شيئا من فقه محمد وآل محمد عليهم صلوات الله أجمعين!!
النقطة الثالثة : إنّ الإمامة بالنص لا بالشورى :
وقع النزاع بين المسلمين في طرق ثبوت الإمامة (مصدر شرعية السلطة) إلى ثلاثة :
النص ـ الاختيار ـ الميراث.
الطريق الأول : «النص» :
ذهبت الإمامية ما عدا الزيدية إلى أنّ المرجع في تعيين الإمام أو من ينوب لتسلّم قيادة الأمة بعد النبي هو أمران :
الأول : النص من الله تعالى على لسان رسوله أو إمام ثبتت إمامته بالنص عليه
__________________
(١) أصول الكافي : ج ١ ص ٤٣٥ ح ٩٢.