ـ بمعنى أن المعاد الجسماني يحتاج إلى مكان واسع ، وكروية الأرض لا تسع كل تلك الحشود من الأبدان التي سترجع ، فعلى هذا الأساس أين تكون الجنة ، فلو كانت في الدنيا فهذا غير صحيح لانتفائها فيها ، وإن كانت فوق الدنيا فلا يستقرّ شيء في الفضاء.
والجواب :
لنفرض أنّ المعاد سيكون على الأرض ، ولكن من الممكن أن تستقرّ عليها كل المخلوقات ، هذا على فرض كون الثواب والعقاب على الأرض ، وأما بناء على كونهما في عالم الآخرة فهو سبحانه قادر على خلق ذلك المكان بعد أن يفني الأفلاك كلّها.
الإيراد الثاني :
إنّ دوام احتراق أهل النار مع بقاء الحياة محال ، بمعنى أن بدن المعذّب في النار يتحوّل إلى رماد ، وبذلك تنعدم الحياة فيه ، وعليه لا بدّ من المعاد الروحاني دون الجسدي.
والجواب :
إنّ دوام احتراق الجسم مع بقاء الجسم ممكن لأنه تعالى قادر على كل مقدور ، فيمكن استحالته إلى أجزاء نارية ثم يعيدها سبحانه هكذا دائما كما أشار إلى هذا قوله تعالى: (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها ...).
الإيراد الثالث :
إنّ تولّد الأشخاص وقت الإعادة من غير توالد من الأبوين باطل.
والجواب :
فكما أنّ آدم عليهالسلام ولد من دون أب وأم كذا الناس يولدون للحساب من جديد من دون توالد.
وهناك شبهتان أثارهما المنكرون للمعاد الجسماني :
الشبهة الأولى :
شبهة الآكل والمأكول ، تقريرها :
إنّ من تفرّقت أجزاؤه في مشارق العالم ومغاربه وصار بعضه في أبدان السباع