الخطاب ، حيث تمّت الأولى ببيعة الخمسة له ، وتمّت الثانية ببيعة أبي بكر له بالعهد الذي كتبه بواسطة عثمان بن عفان (١) ؛ وبيعة عثمان بشورى ستة سنّها ابن الخطّاب.
فمن الاعتراضات على بيعة أبي بكر يوم السقيفة ما رواه ابن قتيبة الدينوري «أن الزبير ـ وهو أحد الصحابة الكبار ـ وقف يوم السقيفة أمام المبايعين ، وقد اخترط سيفه وهو يقول : لا أغمده حتى يبايع علي عليهالسلام ، فقال عمر بن الخطاب : عليكم الكلب ، فأخذ سيفه من يده وضرب به الحجر وكسر» (٢).
وما رواه الطبري في حوادث عام ١١ ه : إنّ الحبّاب بن منذر انتضى سيفه وقال : أنا جذيلها المحكّك وعذيقها الموجّب ، أنا أبو شبل في عرينة الأسد ، يعزي إليّ الأسد ، فحامله عمر فضرب يده ، فندر السيف ، فأخذه ثم وثب على سعد بن عبادة ، ووثبوا عليه ، وتتابع القوم على البيعة ، وبايع سعد ، وكانت فلتة كفلتات الجاهلية ، قام أبو بكر دونها ، وقال قائل حين أوطئ سعد : قتلتم سعدا ، فقال عمر : قتله الله ، إنه منافق واعترض عمر بالسيف صخرة فقطعه ...» (٣).
وفي باب تخلف سعد بن عبادة عن البيعة قال ابن قتيبة الدينوري : «لمّا رفض الحباب بن المنذر بيعة أبي بكر بعد أن أخذوا سيفه منه فجعل يضرب بثوبه وجوههم حتى فرغوا من البيعة فقال : فعلتموها يا معشر الأنصار ، أما والله لكأني بأبنائكم على أبواب أبنائهم ، قد وقفوا يسألونهم بأكفهم ولا يسقون الماء. قال أبو بكر : أمنا تخاف يا حباب؟ قال : ليس منك أخاف ، ولكن ممن يجيء بعدك ـ يقصد عمر بن الخطاب ـ فقال سعد بن عبادة : أما والله لو أن لي ما أقدر به على النهوض لسمعتم مني في أقطارها زئيرا يخرجك أنت وأصحابك ولألحقتك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع ، خاملا غير عزيز ، فبايعه الناس جميعا حتى كادوا يطئون سعدا. فقال سعد : قتلتموني ، فقال عمر : اقتلوه قتله الله ، فقال سعد : احملوني من هذا المكان ، فحملوه فأدخلوه داره وترك أياما ، ثم بعث إليه أبو
__________________
(١) الكامل لابن الأثير : ج ٢ ص ٤٢٥.
(٢) الإمامة والسياسة : ص ٢٨ ط الشريف الرضي قم وكذا رواه ابن الأثير في الكامل ج ٢ / ٣٢٥ باب حديث السقيفة. والطبري في تاريخه ج ٢ / ٤٤٤.
(٣) تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٤٥٩.