الباب التّاسع عشر
عقيدتنا في الإمامة
قال المصنّف «قدّس سره» :
نعتقد أنّ الإمامة أصل من أصول الدين لا يتمّ الإيمان إلّا بالاعتقاد بها ، ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربّين مهما عظموا وكبروا ، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوة.
وعلى الأقل إن الاعتقاد بفراغ ذمّة المكلّف من التكاليف الشرعية المفروضة عليه يتوقف على الاعتقاد بها إيجابا أو سلبا ، فإذا لم تكن أصلا من الأصول لا يجوز فيها التقليد لكونها أصلا ، فإنه يجب الاعتقاد بها من هذه الجهة أي من جهة أن فراغ ذمة المكلف من التكاليف المفروضة عليه قطعا من الله تعالى واجب عقلا! وليست كلها معلومة من طريقة قطعية فلا بدّ من الرجوع فيها إلى من نقطع بفراغ الذمّة باتباعه ، أما الإمام على طريقة الإمامية أو غيره على طريقة غيرهم.
كما نعتقد أنها كالنبوة لطف من الله تعالى ، فلا بدّ أن يكون في كل عصر إمام هاد يخلف النبي في وظائفه من هداية البشر وإرشادهم إلى ما فيه الصلاح والسعادة في النشأتين ، وله ما للنبي من الولاية العامة على الناس لتدبير شئونهم ومصالحهم وإقامة العدل بينهم ورفع الظلم والعدوان من بينهم.
وعلى هذا ، فالإمامة استمرار للنبوة ، والدليل الذي يوجب إرسال الرسل وبعث الأنبياء هو نفسه يوجب أيضا نصب الإمام بعد الرسول.