الباب الحادي والعشرون
عقيدتنا في عصمة الإمام
قال المصنف (رحمة الله عليه) :
ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوما من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن ، من سن الطفولة إلى الموت ، عمدا وسهوا. كما يجب أن يكون معصوما من السهو والخطأ والنسيان لأنّ الأئمة حفظة الشرع والقوّامون عليه حالهم في ذلك حال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والدليل الذي اقتضانا أن نعتقد بعصمة الأنبياء هو نفسه يقتضينا أن نعتقد بعصمة الأئمة ، بلا فرق.
* * *
تعتقد الإمامية أنّ الإمام عليهالسلام كالنبي يجب أن يكون معصوما عن جميع القبائح والفواحش من الصغر إلى الموت ، عمدا وسهوا لأنّ الإمامة والولاية من المناصب الإلهية التي من الله سبحانه بها على عباده ، وجعلها فوق مقام النبوة (١) ، وقد قامت الأدلة العقلية والشواهد النقلية على اعتبار شروط فيها من العصمة والطهارة والأفضلية ، وذلك لأنّ الإمام حافظ للشرع والقوّام به حاله في ذلك كحال النبي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولأن الحاجة إلى الإمام إنما هي للانتصاف للمظلوم من الظالم ، ورفع الفساد وحسم مادة الفتن ، وأن الإمام لطف يمنع القاهر من التعدي ، ويحمل الناس على فعل الطاعات واجتناب المحرّمات ويقيم الحدود والفرائض ويؤاخذ الفساق الخ ... فلو جازت عليه المعصية وصدرت عنه ،
__________________
(١) والدليل عليه أن الله سبحانه شرّف إبراهيم بالإمامة بعد أن كان نبيّا.