الباب الحادي والعشرون
عقيدتنا في صفات الإمام وعلمه
قال المصنف «قدّس سره» :
ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون أفضل الناس في صفات الكمال من شجاعة وكرم وعفّة وصدق وعدل ، ومن تدبير وعقل وحكمة وخلق ، والدليل في النبي هو نفسه الدليل في الإمام ...
أما علمه فهو يتلقى المعارف والأحكام الإلهية وجميع المعلومات من طريق النبي أو الإمام من قبله ، وإذا استجدّ شيء لا بدّ أن يعلمه من طريق الإلهام بالقوة القدسيّة التى أودعها الله تعالى فيه ، فإن توجه إلى شيء وشاء أن يعلمه علمه على وجهه الحقيقيّ ، لا يخطأ فيه ولا يشتبه ولا يحتاج في كل ذلك إلى البراهين العقليّة ولا إلى تلقينات المعلمين. وإن كان علمه قابلا للزيادة والاشتداد ، ولذا قال صلىاللهعليهوآلهوسلم في دعائه : «ربّ زدني علما».
أقول : لقد ثبت في الأبحاث النفسيّة أنّ كل إنسان له ساعة أو ساعات في حياته قد يعلم فيها ببعض الأشياء من طريق الحدس الذي هو فرع من الإلهام ، بسبب ما أودع الله تعالى فيه من قوة على ذلك. وهذه القوة تختلف شدّة وضعفا وزيادة ونقيصة في البشر باختلاف أفرادهم. فيظفر ذهن الإنسان في تلك الساعة إلى المعرفة من دون أن يحتاج إلى التفكير وترتيب المقدمات والبراهين أو تلقين المعلمين. ويجد كل إنسان من نفسه ذلك في فرص كثيرة في حياته ، وإذا كان الأمر كذلك فيجوز أن يبلغ الإنسان من قوّته الإلهاميّة أعلى الدرجات وأكملها وهذا أمر قرره الفلاسفة المتقدمون.