المبحث السادس
في انقسامه إلى التصور والتصديق
(قال : المبحث السادس : كمال النظر تحصيل طريق ، يوصل (١) بالذات إلى مطلوب ، إما تصوري وهو المعروف ، حدا (٢) ورسما تاما وناقصا ، إذ لا بد من مميز ذاتي أو عرضي مع الجنس القريب ، أو بدونه وإما تصديقي وهو الدليل ، إما قياسا استثنائيا متصلا أو منفصلا ، أو اقترانيا حمليا وشرطيا وإما استفزازا تاما وناقصا ، وإما تمثيلا قطعيا أو ظنيا ، إذ لا بدّ من اندراج المطلوب تحت الدليل أو بالعكس ، أولهما تحت ثالث).
قد سبقت إشارة إلى أن الحركة الأولى : من النظر تحصيل مادة مركب يوصل إلى المطلوب ، والثانية : صورته ، والمطلوب إما تصور أو تصديق فالموصل إلى التصور ويسمى المعرف إما حد أو رسم ، وكل منهما إما تام أو ناقص ، لأن التمييز أمر لا بدّ منه في التعريف ، لامتناع المعرفة بدون التمييز عند العقل ، فالمميز إن كان ذاتيا للماهية يسمى المعرف حدا لأنه في اللغة المنع ،
__________________
(١) أي توصل بذاتها من غير حاجة إلى ضم مقدمة أجنبية كما في قياس المساواة ، فإن تلك الحاجة تنفي كمال النظر.
(٢) ينقسم الحد إلى تام وناقص : فالتام هو ما يتركب من الجنس والفصل القريبين. كتعريف الإنسان بالحيوان الناطق.
والناقص : هو ما يكون بالفصل القريب وحده ، أو به وبالجنس البعيد كتعريف الإنسان بالجسم الناطق. ومن شرط الحد التام أن يكون جامعا مانعا أي يجمع الحدود ، ويمنع غيره من الدخول فيه ، ومن شرطه أيضا أن يكون مطردا ومنعكسا. ومعنى الاطراد : أنه متى وجد الحد عدم المحدود ، ولو لم يكن مطردا لما كان مانعا ، ولو لم يكن منعكسا لما كان جامعا.