في الأمور العامة
(قال : المقصد الثاني : في الأمور العامة ، وهو ما يعم أكثر الموجودات ، الواجب ، والجوهر ، والعرض ، فيكون البحث عن العدم ، والامتناع بالعرض وعن الوجوب لكونه من أقسام مطلق الوجوب وبيانها في فصول) (١).
قد سبقت الإشارة إلى أن وجه تقديم هذا المقصد على الأربعة الباقية قد (٢) توقف بعض بياناتها عليه ، ووجه إفراده عنها مع كونه عائدا إليها ، هو أنه لما كان البحث عن أحوال الموجود وقد انقسم إلى الواجب ، والجوهر ، والعرض ، واختفى كل منها بأحوال تعرف في بابه ، احتيج إلى باب لمعرفة الأحوال المشتركة بين الثلاثة ، كالوجود والعدم (٣) والواحدة ، أو الاثنين فقط ، كالحدوث والكثرة ، وبهذا يظهر أن المراد بالموجودات في قولهم الأمور العامة ما يعم أكثر الموجودات هو أقسامه الثلاثة التي هي الواجب ، والجوهر ، والعرض ، لا أفراده التي لا سبيل للعقل إلى حصرها وتعيين الأكثر منها والحكم بأن مثل القلة (٤) والكثرة يعم أكثرها ، ولا خفاء في أن المقصود بالنظر ما يتعلق به عرض علمي ويترتب عليه مقصود أصلي من الفن ، ولا يكون له ذكر في أحد المقاصد بالاصالة ، وإلا فكثير من الأمور الشاملة مما لا يبحث عنه في الباب كالكمية ، والكيفية ، والإضافة ، والمعلومية ، والمقدورية ، وسائر مباحث الكليات
__________________
(١) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٢) سقط من (أ) لفظ (قد).
(٣) سقط من (أ) لفظ (العدم).
(٤) في (أ) العلية وهو تحريف.