مفهوم العدم واحد ، فلو لم يتحد مفهوم مقابله لبطل الحصر العقلي (١) وجعلنا اتحاد مفهوم العدم وجها رابعا تقريره أن مفهوم العدم واحد ، فلو لم يكن للوجود مفهوم واحد لما كانا نقيضين ضرورة ارتفاعهما عن الوجود بمعنى آخر. واللازم باطل قطعا.
فإن قيل : لا نسلم اتحاد مفهوم العدم ، بل الوجود نفس الحقيقة والعدم رفعها ، فلكل وجود رفع يقابله.
قلنا : سواء جعل رفع الوجود بمعنى الكون المشترك ، أو بمعنى نفس الحقيقة ، فهو مفهوم واحد بالضرورة ، وإنما التعدد بالإضافة.
فإن قيل : لا خفاء في أن اللاإنسان واللافرس واللاشجر وغير ذلك مفهومات مختلفة فإن لفظ العدم موضوعا بإزاء كل منها لم يتحد مفهومه.
قلنا : الكل مشترك في مفهوم لا. وهو معنى العدم ولا نعني باتحاد المفهوم سوى هذا(٢).
زيادة الوجود على الماهية
(قال : وعلى الثاني صحة سلبه عنها ، وافادة حمله عليها ، واكتساب ثبوته (٣) واتحاد مفهومه دونها وانفكاك تعقله عنها).
أي ينبه على زيادة الوجود على الماهية أمور تجامع الوجود ، وتنافي الماهية ، وذاتياتها.
الأول (٤) : صحة السلب ، فإنه يصح سلب الوجود عن الماهية ، مثل
__________________
(١) الحصر العقلي : الدائر بين النفي والإثبات.
(٢) يقول صاحب أشرف المقاصد : وإذا لزم اتحاد معنى الوجود لزم مشاركته بين المفردات ضرورة أنه لو لم تشترك فيه معنى وهي مختلفة لزم من صدقها عليها كون الاشتراك لفظيا فينتفي الاتحاد في المعنى فينتفي الحصر.
(٣) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٤) سقط من (أ) لفظ (الأول).