الاستدلال على إثبات الوجود الذهني
(قال : ويستدل على تحقق الذهني (١) : بأن نحكم إيجابا على ما لا ثبوت له ، في الخارج ، كالممتنعات (٢) مع استحالة الإثبات لما لا ثبوت له ، وبأن نجد من المفهومات ما هو كلي يمتنع بكليته في الخارج. ومن القضايا حقيقية لا يقتصر الحكم فيها على الموجود في الخارج ، واعترض بأنه يكفي في الإيجاب تميز الموضوع عند العقل ، وهو معنى التعقل فيرجع الكل إلى أن الفهم والتعقل ، يقتضي الثبوت في العقل وفيه النزاع.
والجواب : أن اقتضاء التعقل والتميز إضافة بين العاقل والمعقول ضروري ، ولا تعقل الإضافة إلى النفي السرف ، بل لا بد من ثبوت (ما) وإذ ليس في الخارج ففي العقل.
فإن قيل : يجوز أن يقوم بنفسه ، كالمثل المجردة (٣) لأفلاطون والمعلقة لغيره ، أو ببعض المجردات كصور الكائنات بالعقل الفعال عند الفلاسفة.
قلنا : معلوم بالضرورة أن الممتنع (٤) بل المعدوم سيما (٥) ما ليس من قبيل الذوات لا يقوم بنفسه ، ولا ببعض المجردات بهويته بل بصورته ، وفيه المدعي
__________________
(١) الذهني : هو المنسوب إلى الذهن ويرادفه العقلي ، ويطلق على كل ما له صلة بالذهن في مظهره الوظيفي. والذهنية عند المنطقيين قضية يكون الحكم فيها على الأفراد الذهنية ، وهي مقابلة للقضايا الحقيقية التي يكون الحكم فيها على جميع أفراد الموضوع.
(راجع المعجم الفلسفي).
(٢) فتقول مثلا : الجمع بين الضدين مفهوم كلي ، وشريك الإله تعالى ممتنع وثبوت النقيضين في شيء واحد محال.
(٣) ولد أفلاطون في أثينا سنة ٤٢٧ ق. م في أسرة عريقة. تعلم الشعر والحكمة. وفي سنة ٣٧٠ ق م سافر إلى إيطاليا ، وفيها عرف «الفيثاغوريين» ودرس مذهبهم ، وفي أخريات أيامه أقام «بأثينا» وأنشأ بها مدرسة تطل على حديقة «أكاديموس» فسميت لذلك بالأكاديمية. مات سنة ٣٤٧ ق. م.
(الموسوعة الفلسفية الميسرة).
(٤) في (ج) المتبع وهو تحريف.
(٥) في (ج) سئماما وهو تحريف.