الجواهر المعدومة. هل هي أجسام في العدم؟ فنفاه الجمهور ، وأثبته أبو الحسين الخياط (١).
أدلتهم على ثبوت الحال تقسيمه
(قال : ومثل تقسيم الحال إلى العلل بصفة موجودة ، كالعالمية المعللة بالعلم ، وغير المعلل كلونية السواد ، وتعطيل اختلاف الذوات بالأحوال إلى غير ذلك).
من تفاريع القول بالحال تقسيمه إلى حال هو معلل بصفة موجودة في الذات ، كالعالمية المعللة بالعلم ، والقادرية المعللة بالقدرة ، وإلى حال ليس كذلك كلونية السواد ، فإنها لا تعلل بصفة في السواد ، وكذا وجود الأشياء ، ومنها تعليل اختلاف الذوات في العدم بالأحوال ، فإن القائلين بكون الذوات المعدومة متخالفة بالصفات ، جعلوا تلك الصفات أحوالا ، ودل (٢) ذلك على أن الحال عندهم لا يجب أن يكون صفة لموجود ، ومنها تقسيمهم تلك الصفات في الجواهر إلى ما يعود إلى الجملة ، أعني مجموع ما يتركب عنه البنية كالحيثية ، وما هو مشروط بها كالعلم والقدرة ، وإلى ما يعود إلى التفصيل ، أي الافراد كالجوهرية ، والوجود ، والكون ، والكائنية. وفي الأعراض إلى الصفة النفسية كالسوادية ، والصفة الحاصلة بالفاعل كالوجود ، وإلى ما يتبع العرض بشرط الوجود كالحلول في المحل (٣).
__________________
(١) أبو الحسن عبد الرحيم بن محمد بن عثمان الخياط أستاذ أبي القاسم البلخي وله كتب كثيرة في النقض على ابن الراوندي ، وكان أبو الحسين فقيها صاحب حديث ، واسع الحفظ لمذاهب المتكلمين ، ومن كتبه في الرد على ابن الراوندي الانتصار.
(راجع طبقات المعتزلة ص ٨٥).
(٢) سقط من (ب) لفظ (دل).
(٣) في (أ) بزيادة لفظ (لا) وهو تحريف.