أدلة بطلان ثبوت المعدوم والحال
(قال : فإن قلت : بطلان ثبوت المعدوم والواسطة في غاية الجلاء ، فكيف ذهب على الكثير من العقلاء؟
قلت : كان مبنى الأول : على أن السواد المعدوم مثلا سواد في الخارج لا يتعلق سواديته بأسباب الوجود.
والثاني : على أن من الصفات ما قام الدليل على أنها ليست بموجودة ، ولا سبيل إلى نفيها ، لاتصاف الموجود بها ، وجد فرض العقل أو لم يوجد ، كالوجود والإيجاد والعالمية ، واللونية فجزموا بأنها لا موجودة ولا معدومة). (١)
لما كان بطلان (٢) القول بثبوت المعدوم في الخارج ، وتحقق الواسطة بينه وبين الموجود جليا بل ضروريا ، وقد ذهب إليهما سيما إلى تحقق (٣) الواسطة كثير من العلماء المحققين ، حاول التنبيه على ما يصلح مظنة للاشتباه في المقامين.
أما الأول فهو أن العقل جازم بأن السواد سواد في الواقع (٤) ، وإن لم يوجد أسباب الوجود من الفاعل والقابل ، فإن أسباب الماهية غير أسباب الوجود ، على ما سيجيء فعبروا عن هذا المعنى بالثبوت في الخارج ، لما رأوا فيه من شائبة التقرر والتحقق ، مع نفيهم الوجود الذهني ، وهو قريب من قول
__________________
(١) بل هي رتبة بين ذلك فلم تنته في ثبوتها إلى حد الوجود ولا هي في حيز العدم لثبوتها فهذا هو الذي يشبه أن يكون مستند مثبت الواسطة ويشبه أن يكون هو مبنى إثباتها ، وإن رد عليه بأن كونها للموجود لا ينفي عدمها وكونها غير موقوفة على فرض العقل لا يخرجها عن عدمها لصحة الاتصاف بالعدميات من غير فرض فارض.
(٢) سقط من (أ) لفظ (بطلان).
(٣) سقط من (أ) لفظ (إلى تحقق).
(٤) سقط من (ب) لفظ (الواقع).