المبحث الثاني
تقسيم الماهية باعتبار ثبوت العوارض أو نفيها (١)
(قال : المبحث الثاني : الماهية قد تؤخذ (٢) بشرط شيء وتسمى المخلوطة ، ولا خفاء في وجودها وقد تؤخذ بشرط لا شيء وتسمى المجردة ، ولا توجد في الأذهان فضلا عن الأعيان ، وإن قيدت اللواحق بالخارجية ، لأن الكون في الذهن مما يلحقها في نفسها ، وإن لم يتصوره العقل ، ولم يجعله وصفا لها ، وما يقال من أن للعقل أن يلاحظها وحدها ، أو يعتبرها مجردة عن جميع ما عداها ، حتى عن الكون في الذهن لا يقتضي تجردها ، وإن اكتفى بمجرد اعتبار العقل جاز وجودها في الخارج (٣) أيضا بأن يعتبر المقرونة بالمشخصات كذلك).
مقارنة العوارض وتسمى المخلوطة (٤) ، والماهية بشرط شيء ، ولا خفاء في وجودها كزيد وعمرو من أفراد ماهية الإنسان ، وقد تؤخذ بشرط ألا يقارنها
__________________
(١) الماهية : تارة تؤخذ مقيدة بالعوارض وتسمى مخلوطة ، وتارة تؤخذ مقيدة بنفي جميع العوارض وتسمى مجردة. وتارة تؤخذ غير مقيدة بثبوتها ولا نفيها وتسمى مطلقة ، فالقسمان الأولان كل منهما أخص من الثالث لاختصاصه بالقيد ، والقسم الثالث : أعم من كل منهما لإطلاقه من التقييد وكل من المقيدين مباين لصاحبه فهي أقسام ثلاثة.
(٢) في (ب) توجد بدلا من (تؤخذ).
(٣) أي لزم صحة وجودها خارجا بذلك التقدير.
(٤) مخلوطة : لأنها أخذت مع خلط شيء زائد عليها. مثالها : ماهية الإنسان تؤخذ مخلوطة بالمشخصات في زيد وعمرو ، والمراد من أخذها مع المشخصات اعتباراتها كذلك في نفس الأمر لا تقدير الخلط ولو لم يحصل فإنه يصح في المعدومة.