والبسيط الحقيقي يكون إضافيا البتة ، مع أنه لا يلزم أن يكون جزءا من شيء أصلا (١) فضلا عن اعتبار ذلك باطل قطعا.
يشترط في المركبة تقدم أجزائها ذهنا وخارجا
(قال : ولا بد من تقدم الجزء ذهنا ، وخارجا (٢) ، فيلزمه الاستغناء عن الوسط في التصديق (٣) ، والواسطة في الثبوت ، إلا أن الخاصة الأولى حقيقية ، والأخريان إضافيتان)(٤).
يعني بأن جزء الشيء يتقدمه وجودا وعدما في الذهن الخارج ، أما الوجود. فبالنسبة إلى كل جزء ، وأما العدم فبالنسبة إلى شيء ما من الأجزاء بمعنى أن وجود الإنسان مثلا في العقل ، يفتقر إلى وجود الحيوان والناطق ، وعدمه إلى عدم أحدهما ، ووجود البيت في الخارج ، يفتقر إلى وجود الجدار والسقف ، وعدمه إلى عدم شيء منهما ويتفرع على الأول الاستغناء عن الواسطة في التصديق ، بمعنى أن جزم العقل بثبوت الذاتي للماهية لا يتوقف على ملاحظة وسط واكتساب بالبرهان ، بل يجب إثباته لها. ويمتنع سلبه عنها بمجرد تصورها. وعلى الثاني : الاستغناء عن الوسط في الثبوت ، بمعنى أن حصول الجزء للمركب ، كالجدار للبيت ، واللون للسواد لا يفتقر إلى سبب جديد ، فإن جاعل الجدار هو جاعل البيت ، وجاعل اللون هو جاعل السواد ،
__________________
(١) سقط من (أ) كلمة (أصلا).
(٢) بمعنى أن الماهية يفتقر وجودها الذهني والخارجي إلى وجود كل جزء من أجزائها حتى لو انتفى واحد من أجزائها انتفت ، إذ لا وجود لكل بدون الجزء فعدمها يكفي فيه عدم واحد من أجزائها ووجودها لا بد له من كل جزء.
(٣) أي لا يحتاج إلى وسط وبرهان يتوصل به إلى التصديق بثبوت ذلك الجزء للماهية في الذهن.
(٤) أي إنما ثبتنا للجزء بالإضافة إلى بعض ما هو خارج عن الماهية كطول بناء ؛ أي طويلا يلاقي نفسه في السماء مقدار ألف ذراع مثلا. فإن إدراك كون طوله هذا القدر يفتقر إلى وسط هندسي ومساحي يدرك به كقدره. كبياض الجسم في الجملة فقد يفتقر إلى وساطة هو للقصار مثلا على ما تقدم وإلا فبعض ما هو خارج عن الماهية ثبتت له هاتان الخاصيتان.