المبحث الثالث
الوجود رابطة وتوابعه مواد للقضايا
(قال : المبحث الثالث : إذا جعل الوجود رابطة (١) ، فالثلاثة في نفسها مواد القضايا (٢) ، وباعتبار التعقل أو التلفظ جهاتها (٣) وحينئذ إن كان المحمول أحدهما ، أو الوجود أو العدم ، كما في قولنا : الباري واجب أو موجود ، واجتماع النقيضين ممتنع أو معدوم ، والإنسان ممكن ، أو موجود بتعدد الاعتبارات ، ويكون نسبة الثلاثة إلى موضوعاتها بالوجوب ، ونسبة الغيريين بالإمكان ، وكل ممكن الوجود لغيره ، ممكن الوجود في نفسه من غير عكس).
بين الموضوع والمحمول ، فالكيفية الحاصلة لتلك النسبة من الوجوب ، والامتناع ، والإمكان كما في قولنا : الإنسان حيوان أو حجر أو كاتب من حيث أنها الثابتة في نفس الأمر تسمى مادة القضية ، ومن حيث أنها تتعقل أو تتلفظ بها (٤) تسمى جهة القضية سواء طابقت المادة بأن تكون نفسها. كقولنا الإنسان حيوان بالوجوب ، وحينئذ تصدق القضية ، أو لم تطابقها ، بأن تكون أعم منها أو أخص ، أو مبانيا ، وحينئذ (٥) قد تصدق القضية ، كقولنا الإنسان
__________________
(١) وهو مذهب المحققين من الحكماء ، فإن قيل زيد قائم فمعناه أن زيدا يوجد قائما ولا يكفي في الربط غير ذلك.
(٢) باعتبار تحقق أحد هذه الثلاثة في نسبة كل محمول لموضوعه في نفس الأمر.
(٣) جهاتها : أي القضايا فإذا قلنا الإنسان حيوان بالضرورة فكون الحيوانية واجبة للإنسان في نفس الأمر مادة هذه القضية.
(٤) سقط من (أ) لفظ (بها).
(٥) في (أ) بزيادة لفظ (قد).