إعداده الفكري وتكوينه العلمي
المدرسة الأولى التي تلقى فيها علمه
هل نستطيع أن نحدد وسائل التعليم التي تلقى فيها التفتازاني دروسه الأولى ، وهل نستطيع أن نتعرف على المدارس التي قضى فيها حقبة من حياته ..؟ إذا أردنا ذلك فعلينا أن نتعرف على وسائل التعليم التي كانت منتشرة في ذلك العصر ، وبالجملة ، فلا بد أن نلقي ضوءا على هذه الوسائل التي كانت قائمة ومنتشرة في العالم العربي والإسلامي.
إن أوثق المصادر التي بين أيدينا تعتبر أن الكتاب كان ولا يزال هو الوسيلة الغالبة لتعليم أطفال المسلمين ، ويقرر (جولد زهير) في دائرة معارف الأديان والأخلاق : أن كتاب تعليم القرآن ومبادي الدين الإسلامي قد أنشئ في عهد مبكر ، وأنه يرجع إلى صدر الإسلام ، ويدعم رأيه بالأسانيد الآتية :
أولا : أرسلت أم سلمة (١) زوجة الرسول صلىاللهعليهوسلم مرة إلى معلم كتاب تطلب منه أن يرسل لها بعض تلاميذ كتابه ليساعدوها في ندف الصوف وغزله.
ثانيا : مر ابن عمر وأبو أسيد في مناسبة ما بكتاب ، فلفت إليهما أنظار التلاميذ.
وهناك منهج لتعليم أطفال المسلمين بعامة قرره عمر بن الخطاب ، وبعث به إلى ساكني الأمصار وهو :
__________________
(١) هي هند بنت أمية المعروف براد الراكب ، ابن المغيرة.
(راجع الاستيعاب في معرفة الأصحاب ٤ : ١٩٣٩).