كيس ، وكان إذا ركب يفرقها فرقتين. وكان عوام مصر إذا رأوه قالوا : سبحان الخالق».
فكان يقول : عوام مصر مؤمنون حقا ، لأنهم يستدلون بالصنعة على الصانع. يقول عنه صاحب الدرر الكامنة (١) :
«وقدم القاهرة وحظي عند الأشرف شعبان ، وولي مشيخة البيبرسية بعد الرضي ، وتدريس الشافعية بالشيخونية ، وغير ذلك. ولاه الأشرف مشيخة مدرسته ودرس فيها قبل أن تكتمل وسماه شيخ الشيوخ ، وكان ماهرا في الفقه والأصول والمعاني والبيان ملازما للاشتغال لا يمل».
كتب إليه زين الدين طاهر بن الحسن بن حبيب :
قل لرب الندى ومن طلب الع |
|
لم مجدا إلى سبيل السواء |
إن أردت الخلاص من ظلمة الج |
|
هل فما تهتدي بغير ضياء |
فأجاب : ـ
قل لمن يطلب الهداية مني |
|
خلت لمع السراب بركة ماء |
ليس عندي من الضياء شعاع |
|
كيف تبغي الهدى من اسم ضياء |
توفي في ثالث ذي الحجة من عام ٧٨٠ ه بالقاهرة (٢).
٣ ـ قطب الدين محمد بن محمد الرازي :
اختلف في اسمه فصاحب الدرر الكامنة يقول عنه : هو محمود بن محمد الرازي المعروف بالقطب التحتاني (٣) ويوافقه على ذلك الأسنوي.
__________________
(١) راجع الدرر الكامنة ج ٢ ص ٣٠٩ ـ ٣١٦.
(٢) راجع شذرات الذهب ج ٦ ص ٢٦٦ والنجوم الزاهرة ج ١١ ص ١٩٣ ، والدرر الكامنة ج ٢ ص ٣٠٩ ـ ٣١٠.
(٣) يقول صاحب الدرر الكامنة : إنما قيل له التحتاني تمييزا له عن قطب آخر كان ساكنا معه بأعلى المدرسة.