المبحث السادس
استحالة تراقى عروض العلية والمعلولية
(قال : المبحث السادس (١) : يستحيل تراقي عروض العلية والمعلولية لا إلى نهاية (٢) سواء كان في معروضات متناهية ، ويسمى دورا أو غير متناهية ، ويسمى تسلسلا (٣).
أما الأول : فلاستحالة تقدم الشيء على نفسه بالمعنى الذي يصح قولنا : (وجد فوجد على ما هو اللازم في العلية حيث يصح أن يقال) (٤) : وجدت حركة اليد ، فوجدت حركة الخاتم بخلاف العكس.
فإن قيل : تقدم الشيء على نفسه غير لازم ، لأن المحتاج إلى الشيء لا يلزم أن يكون محتاجا إلى ذلك الشيء ، اذ العلة القريبة كافية ، وإلا لزم التخلف ، ولأن الشيء يجوز أن يكون بماهيته علة لما هو علة ، لما هو علة لوجوده.
قلنا : ما لم توجد البعيدة لم توجد القريبة ، وما لم توجد القريبة لم توجد المعلول ، وهو معنى الاحتياج ، وما ذكر من كون الشيء بماهيته علة لما هو علة
__________________
(١) في استحالة الدور والتسلسل.
(٢) يعني أن العلية والمعلولية يستحيل أن يعرضا على وجه يتصاعد عروضهما فيه إلى غير نهاية وذلك بأن يكون ما فرضا فيه من المعروضات كلما عرض له أحدهما عرض له الآخر بحيث لا يقف ذلك العروض على معروض يعرض له أحدهما دون الآخر.
(٣) ولا ينافي عدم التناهي في المعروض التناهي في العدد وهو الدور.
(٤) ما بين القوسين سقط من (ج).