على أنها مأخوذة بحيث لا يدخل فيها المعدوم أو الواجب لا يقال المركب من الأجزاء الموجودة قد يكون اعتباريا لا تحقق له في الخارج كالمركب من الحجر والإنسان ومن الأرض والسماء.
لأنا نقول : المراد أنه (١) ليس موجودا واحدا يقوم به وجود غير وجودات الأجزاء. وإلا فقد صرحوا بأن المركب الموجود في الخارج قد لا يكون له حقيقة مغايرة لحقيقة الآحاد كالعشرة من الرجال ، وقد يكون إما مع صورة ممنوعة كالنبات من العناصر ، وإما بدونها لا يزداد إلا هيئة (٢) اجتماعية كالسرير من الخشبات ، وإذا كانت الجملة موجودا ممكنا ، فموجدها بالاستقلال.
أما نفسها وهو ظاهر (٣) الاستحالة ، وأما جزء منها ، وهو أيضا محال لاستلزامه كون ذلك الجزء علة لنفسه ولعلله لأنه لا معنى لإيجاد الجملة ، إلا إيجاد الأجزاء التي هي عبارة عنها ، ولا معنى لاستقلال الموجد (٤) إلا استغناؤه عما سواه ، وإما أمر خارج عنها ، ولا محالة يكون موجدا لبعض الأجزاء ، وينقطع إليه البتة (٥) سلسلة المعلولات لكون الموجد الخارج عن جميع الممكنات واجبا بالذات ، ولا يكون ذلك البعض معلولا لشيء من أجزاء الجملة لامتناع اجتماع العلتين المستقلتين على معلول واحد. إذ الكلام في المؤثر المستقل بالإيجاد فيلزم الخلف من وجهين : لأن المفروض أن السلسلة غير منقطعة ، وأن كل جزء منها معلول لجزء آخر ، وبما ذكرنا من التقرير يندفع نقض الدليل تفصيلا بأنه إن أريد بالعلة التي لا بد منها لمجموع السلسلة العلة التامة ، فلا نسلم استحالة كونها نفس السلسلة. وإنما يستحيل لو لزم تقدمها ، وقد سبق أن العلة التامة للمركب لا يجب بل لا يجوز تقدمها إذ من جملتها الأجزاء التي هي نفس المعلول.
__________________
(١) في (أ) بزيادة لفظ (إنه).
(٢) في (ب) ماهية.
(٣) في (ج) فظاهر الاستحالة بإسقاط الضمير (وهو).
(٤) سقط من (ج) لفظ (الموجد) وزيادة (الهاء) في (الاستقلال).
(٥) سقط من (أ) لفظ (البتة).