المبحث الثاني
في زعم الفلاسفة أن الحادث له مادة ومدة
(قال : زعمت الفلاسفة أن كل حادث مسبوق بمادة ومدة (١).
أما المادة (٢). فلأنه قبل الوجود (٣) ممكن ، وإمكانه وجودي يفتقر إلى الحل ، وليس هو الحادث لامتناع تقدم الشيء على نفسه ، بخلاف إمكان لقديم.
ورد : بأنه إن أريد الإمكان الذاتي ، فلا نسلم أنه وجودي ، وإن أريد الاستعدادي المخالف له في اقتضاء الرجحان والتفاوت والتحقق. فلا نسلم أن كل حادث ممكن).
أي موجود بعدم العدم مسبوق بمادة ومدة. وعنوا بالمادة ، ما يكون موضوعا للحادث إن كان عرضا ، أو هيولا إن كان صورة ، أو متعلقة إن كان نفسا ، وبالمدة الزمان وبنوا على ذلك ، قدم المادة والزمان ، لا بمعنى أن محل هذا السواد ، ومحل هذه مثلا وبدون هذه النفس (٤) مثلا قديم لظهور استحالته ، ولا بمعنى أن قبل كل مادة مادة لا إلى بداية ، كما في الحركة والزمان ، (لأنه يستلزم اجتماع المواد الغير متناهية في الوجود ضرورة أن كلا منها جزء ما
__________________
(١) قصدوا بالمدة الزمن ، وبالمادة ما يكون موضوعا لحادث وهو ما يقوم وجوده وجود الحادث كالجرم بالنسبة إلى العرض.
(٢) فقد قالوا بسبقها لكل حادث.
(٣) أي قبل أن يوجد.
(٤) في (أ) وبدون هذه النفي.