المبحث الأول
في الموجود
(الموجود عند مشايخنا إن لم يكن مسبوقا بالعدم فقديم ، وهو الواجب تعالي وصفاته ، وإلا فحادث ، وهو إما متحيز بالذات وهو الجوهر ، أو حال فيه وهو العرض ، إذ لم يثبت وجود الجواهر (١) المجردة ، وإن لم يتم دليل امتناعها ، والعرض إما مختص بالحي وهي الحياة ، وما يتبعها (٢) من الإدراكات وغيرها ، أو غير مختص وهي الأكوان والمحسوسات.
وعند الفلاسفة الموجود في الخارج إن كان وجوده لذاته فهو الواجب تعالي وصفاته وإلا فالممكن ، وهو إن استغنى عن الموضوع (٣) أي محل يقومه فجوهر وإلا فعرض والصورة الجوهري (٤) إنما تفتقر الى المحل دون الموضوع ، ومعنى وجود العرض في المحل أن وجوده في نفسه ، هو وجوده في محله ، لا كالجسم في المكان).
__________________
(١) جوهر كل شيء ما خلقت عليه جبلته ، والجوهر النفيس هو الذي تتخذ منه الفصوص ونحوها. وجوهر السيف فرنده ، وقيل الجوهر هو الأصل ، أي أصل المركبات ويطلق الجوهر عند الفلاسفة على معان. قال ابن سينا : الجوهر هو كل ما وجود ذاته ليس في موضوع أي في محل قريب قد قام بنفسه دونه بتقويمه (راجع النجاة ص ١٢٦). وقال أيضا ويقال جوهر : لكل ذات جودة ليس في موضوع ، وعليه اصطلاح الفلاسفة القدماء منذ مجد أرسطو (راجع رسالة الحدود). والخلاصة أن الجوهر هو الموجود لا في موضوع ويقابله العرض بمعنى الموجود في موضوع أي في محل مقوم لما حل فيه.
(٢) في (ب) وأما.
(٣) في (ب) الموضع.
(٤) في (ج) والصورة والجوهرية وهو تحريف.