فيه عرض الفناء أو لا يخلق عرضا هو شرط البقاء ، والعرض لا يصلح محلا للعرض.
وثانيا : بالقلب إذ لو لم يبق ففناؤه إما بنفسه أو بغيره.
وثالثا : بالحل إذ يجوز أن تقتضي ذاته العدم في بعض الأحوال. وأن يكون مشروطا بأعراض تتجدد على التبادل إلى أن ينتهي إلى ما لا بدل له ، فيزول عنده ، وأن يكون (١) طريان الضد وانتفاء الآخر معا كما في دخول كل من أجزاء الحلقة في حيز الآخر ، وخروج الآخر عنه ، وهذا لا ينافي التقدم في العقل باعتبار العلية (٢) ، وأن يكون العدم الحادث أثرا للفاعل ، ولو سلم فليكن بمعنى أنه لا يفعله لا بمعنى أنه يفعل عدمه).
قال : المبحث الخامس : ذهب كثير من المتكلمين إلى أن شيئا من الأعراض لا يبقى زمانين ، بل كلها على التقضي والتجدد كالحركة والزمان عند الفلاسفة ، وبقاؤها عبارة عن تجدد الأمثال بإرادة الله تعالى.
وبقاء الجوهر مشروط بالعرض ، فمن هاهنا يحتاجان في بقائهما (٣) إلى المؤثر ، مع أن علة الاحتياج هي الحدوث لا الإمكان. احتج أهل الظاهر منهم بوجهين.
أن العرض اسم لما يمتنع بقاؤه ، بدلالة مأخذ الاشتقاق (٤).
__________________
(١) في (ب) بزيادة لفظ (يكون).
(٢) العلية : هي السببية ، وهي كون الشيء علة ، وتطلق على العلاقة بين العلة والمعلول.
(٣) في (ب) قيامها.
(٤) الاشتقاق في اللغة هو أخذ شق الشيء ، تقول : اشتق الكلمة من الكلمة أي أخرجها منها ، وهو عند أهل العربية أن تجد بين اللفظين تناسبا في أصل المعنى والتركيب فترد أحدهما إلى الآخر.
والاشتقاق ثلاثة أقسام : الاشتقاق الصغير : وهو أن يكون بين اللفظين تناسب في الحروف. والاشتقاق الكبير : وهو أن يكون بين اللفظين تناسب في اللفظ والمعنى دون الترتيب. والاشتقاق الأكبر : وهو أن يكون بين اللفظين تناسب في المخرج (راجع تعريفات الجرجاني ـ الاشتقاق).