الزمانية على أنه يجوز أن يكون العلة طريان الضد على المجاور ، ويكون طريانه على المحل وزوال الباقي عنه معا بحسب الذات ، لا تقدم أحدهما على الآخر أصلا.
وأما الثاني : فلجواز أن يكون الطارئ أقوى بحسب السبب فيرفع الباقي ، ولا يندفع به ، وإن تساويا في التضاد.
الرابع : لا نسلم أن العدم لا يصلح أثرا للفاعل ، كيف وهو حادث يفتقر إلى محدث ، والفاعل مقدم يلزم (١) أن يكون أثره العدم ، ولو سلم فنختار أنه ليس (٢) بفاعل ، بمعنى أنه لا يفعل العرض أي يترك فعله لا بمعنى أن يفعل عدمه.
قال : والحق أن بقاء العرض في الجملة كبقاء الجسم لا سيما الأعراض القائمة بالنفس وليس التعويل على مجرد المشاهدة إذ الأمثال المتواردة قد تشاهد أمرا مستمرا كالماء المصبوب من الأنبوب.
والحق يريد أن امتناع وبقاء الأعراض على الإطلاق وإن كان مذهبا للأشاعرة ، وعليه يبتنى كثير من مطالبهم إلا أن الحق أن العلم ببقاء بعض الأعراض (٣) من الألوان والأشكال سيما الأعراض القائمة بالنفس كالعلوم والإدراكات ، وكثير من الملكات (٤) بمنزلة العلم ببقاء بعض الأجسام من غير
__________________
(١) في (أ) مقدم بدلا من (معدم).
(٢) في (ب) بزيادة لفظ (ليس).
(٣) في (أ) بزيادة لفظ (بعض).
(٤) الملكة عند معظم الفلاسفة هي القدرة على الفعل أو الترك ، وتطلق عندهم بوجه خاص على الظواهر النفسية التي تتجلى فيها جوانب الأنا تجليا واضحا كالإحساس والتفكير والإرادة فملكات النفس بهذا المعنى قواها المختلفة ولكل ملكة فعل يخصها ونسبة الملكة في علم النفس إلى الظواهر النفسية المتعلقة بها كنسبة الوظيفة في علم منافع الأعضاء إلى ظواهر الحياة. وقال أرسطو النفس منها الغاذية ومنها الحساسة ومنها المحركة والناطقة ، وذهب بعض المتأخرين إلى أن ملكات النفس ثلاث ، وهي الحساسية والعقل والإرادة ، فكان الملكات عندهم أجناس كلية تندرج فيها ظواهر النفس.
(راجع المعجم الفلسفي ج ٢ ص ٤٢٠ ، ٤٢١).