تفرقة ، فإن كان هذا ضروريا فكذا ذاك ، وإن كان ذاك باطلا فكذا هذا ، وليس التعويل في بقاء الأعراض على مجرد المشاهدة ، أو على قياسها على الأجسام حتى يرد الاعتراض بأن الأمثال المتجددة على الاستمرار قد يشاهد أمرا مستمرا باقيا كالماء المصبوب من الأنبوب ، وبأن القياس على الجسم تمثيل بلا جامع ، ولا على أنه لما جاز وجود العرض في الزمان الثاني بطريق الإعادة مع تخلل (١) العدم فبدونه أولى لأنه ممنوع بمقدمتيه أعني الملازمة ، ووضع الملزوم ، كما أن التعويل في بقاء الأجسام ليس على المشاهدة (٢) ، أو الاستدلال بأنه لولاه لبطل الموت والحياة بناء على أن الحياة عبارة عن استمرار وجود الحيوان ، والموت عن زوالها لجواز أن تكون الحياة تجدد الأمثال على الاستمرار والموت انقطاعه.
__________________
(١) في (ب) الإعارة بدلا من (الإعادة).
(٢) المشاهدة : من منازل السالكين وأهل الاستقامة ، وهي منزلة عالية فوق منزلة المكاشفة. والمشاهدة ثلاث درجات .. مشاهدة فقط ، ومشاهدة معاينة ، ومشاهدة جمع (راجع بصائر ذوي التمييز ج ٣ ص ٣٥٦).