المتخيل جسما لا سطحا ، أو خطا ، هذا خلف (١) ، ويشترك الثلاثة في إمكان أخذها لا بشرط شيء ، كما إذا تخيلنا مجموع الأبعاد الثلاثة ، من غير التفات إلى شيء آخر من المادة وعوارضها كان ذلك (٢) المتخيل جسما تعليميا وينتهي بالسطح ، فإذا تخيلناه من غير التفات إلى غيره كان سطحا تعليميا ، وينتهي بالخط ، فإذا تخيلناه من غير التفات إلى شيء من السطوح وغيرها كان خطا تعليميا.
انقسام الكم إلى الذاتي والعرضي
(قال : والكم منه ذاتي ، ولا يقبل التضاد ، ولا الاشتداد ومنه عرضي ، وهو المحل للذاتي أو الحال فيه ، أو في محله ، أو المتعلق به ، كما في اتصاف القوى بالتناهي ، واللاتناهي ، باعتبار آثارها).
قال : ومن الكم قد يقال الكم لما يقبل القسمة فيقسم إلى الذاتي والعرضي لأن قبول القسمة إن كان لذاته فذاتي كالعدد (٣) ، والزمان ، والمقدار ، وإلا فعرضي بأن يكون محلا للذاتي كالمعدود ، والحركة ، والجسم ، أو حالا فيه كالشكل ، أو في محله كبياض الجسم ، أو متعلقا بمحله كالقوى التي تتصف بتناهي الآثار ، ولا تناهيها. والكم بالذات لا يقبل الشدة والضعف ، إذ لا يعقل عدد أو مقدار أشد في العددية أو المقدارية ، وإنما يقبل الزيادة ، والنقصان ، والكثرة ، والقلة ، والفرق بينهما أن تعقل كل من الزيادة والنقصان
__________________
(١) في (أ) محال بدلا من (خلف).
(٢) في (أ) بزيادة لفظ (ذلك).
(٣) العدد : أحد المفاهيم العقلية الأساسية ، وهو بهذا الاعتبار لا يحتاج إلى التعريف إلا أن بعض العلماء يعرفونه بنسبته إلى غيره من المعاني القريبة منه فيقولون العدد هو الكمية المؤتلفة من الوحدات أو الكمية المؤلفة من نسبة الكثرة إلى الواحد ، ويسمى بالكم المنفصل ، لأن كل واحد من أجزائه منفصل عن الآخر دون اشتراك بينها بخلاف الكم المتصل وهو ما كان بين أجزائه حد مشترك. وعلم العدد هو العلم الرياضي المحض ، وينقسم إلى علم الكم المنفصل ، كالحساب والجبر. وعلم الكم المتصل ، كعلم الهندسة وحساب اللانهايات.