لا يكون إلا بالقياس إلى تعقل الآخر بخلاف الكثرة والقلة ، والفرق بينهما وبين الاشتداد أن العدد إذا كثر والخط إذا زاد أمكن أن يشار فيه إلى مثل ما كان مع الزيادة ، بأن يقال : هذا هو الأصل ، وهذا هو الزائد ، بخلاف ما إذا اشتد السواد ، وأيضا الكم بالذات لا يقبل التضاد ، أما العدد فلأن بعضه داخل في البعض ولا يتصور بين عددين غاية الخلاف ، ولا اتحاد الموضوع ، وأما المقدار فلأنه لا يعقل بين مقدارين غاية الخلاف ، ولا اتحاد الموضوع ، ولأن كلا منهما قابل للآخر أو مقبول له (١).
(قال : ولا تنافي بين الذاتي والعرضي ، فإن الزمان غير قار بالذات ، ومقدار للحركة المنطبقة على المسافة ، ولا بين كل قسمين من العرضي فإن الحركة يعرضها التجزي والتفاوت(٢) لقيامها بالمتجزي ، والتفاوت (٣) قلة وكثرة ، لانطباقها على المسافة وسرعة وبطء، لانطباقها على الزمان وقد بعرض المنفصل للمتصل كساعات النهار ، وقبضات الذارع).
قال : ولا تنافي ، يعني أن الشيء الواحد قد يكون كما بالذات وكما بالعرض كالزمان ، فإنه بالذات كم متصل غير قار ، وبالعرض كم منفصل (٤) قار ، لانطباقه على الحركة المنطبقة على المسافة ، التي هي مقدار ، وأيضا قد يكون الشيء الواحد (٥) كما بالعرض على وجهين ، أو أكثر من وجوه العرضية كالحركة ، فإنها كم بالعرض من جهة كونها حالة في محل للكم أعني الجسم المتحرك ولهذا يقبل التجزي ، فإن الحركة القائمة بنصف المتحرك نصف الحركة القائمة بالكل ، ومن جهة كونها منطبقة. (على الكم المتصل الذي هو المسافة ولهذا تتفاوت قلة وكثرة ، فإن الحركة إلى نصف المسافة أقل من الحركة إلى منتهاها ومن جهة كونها منطبقة) (٦).
__________________
(١) في (أ) بزيادة (أو).
(٢) في (ج) بزيادة لفظ (التفاوت).
(٣) سقط من (ج) لفظ (التفاوت).
(٤) في (ب) متصل بدلا من (منفصل).
(٥) سقط من (ب) لفظ الواحد.
(٦) ما بين القوسين سقط من (ب).