إنكاره مجرى إنكار الأوليات (١) وإنما الخفاء في حقيقته.
اختلاف المتكلمين والفلاسفة في حقيقة
الزمان
(قال : فزعموا أن المقصود التنبيه (٢) وإلا فوجود امتداد يتصف بالمضي ، والاستقبال ضروري يعترف به العامة ، وتقسيمه إلى السنين والشهور والأيام والساعات ، وإنما الخفاء في حقيقته ، فزعم البعض أنه متجدد معلوم يقدر به متجدد موهوم ، وربما يتعاكس بحسب علم المخاطب كما يقال حين قعد عمرو في جواب متى قام زيد ..؟ وبالعكس ، ولا يخفى أن ليس في هذا إفادة تصور ، وذهب أرسطو وأتباعه إلى (٣) أنه مقدار حركة الفلك الأعظم لأنه لتفاوته كم ولامتناع تألفه من الآنات (٤) المتتالية لاستلزامه الجزء الذي لا يتجزأ متصل ، ولعدم استقراره مقدار لهيئة غير قارة ، وهي الحركة ولامتناع فنائه ضرورة أن بعدية العدم لا تكون إلا بالزمان مقدرا لحركة مستديرة.
إذا المستقيمة يجب (٥) انقطاعها لما سيأتي ، ولتقدر جميع الحركات به مقدار لأسرعها الذي هو الحركة اليومية إذ الأكبر يقدر بالأصغر ، والاكثر بالأقل كالفرسخ بالذراع والمائة بالعشرات دون العكس ، ورد ذلك بأنه مع الابتناء على الأصول الفاسدة ، إنما يتم إن (٦) لو كان قبوله التفاوت لذاته).
__________________
(١) الأوليات هي المقدمات اليقينية الضرورية وتسمى بالمبادئ الأولى والبديهيات ومبادي المنطق ومبادي العقل وهي ما لا يحتاج إلى الفعل في معرفته إلى وسط.
قال ابن سينا : الأوليات هي قضايا ومقدمات تحدث في الإنسان من جهة قوته العقلية من غير سبب يوجب التصديق بها إلا ذواتها ومثال ذلك أن الكل أعظم من الجزء وهذا غير مفاد من حس ولا استقراء ولا للشيء آخر وأما التصديق بهذه القضية فهو من جبلة الإنسان.
(راجع النجاة ص ١٠١ ، والإشارات ص ٤٦).
(٢) في (ج) بزيادة لفظ (التنبيه).
(٣) في (ج) وأشياعه بدلا من (أتباعه).
(٤) في (أ) و (ب) الآيات وهو تحريف.
(٥) في (أ) و (ب) بحسب وهو تحريف.
(٦) في (أ) و (ب) لو بدلا من (إن).