الزمان ، فيكون من التقدم بغير العلية ، والطبع والرتبة والشرف تقدم لا يفتقر إلى زمان يقع فيه المتقدم والمتأخر ، فيجوز أن يكون تقدم عدم الحادث على وجوده من هذا القبيل. فلا يثبت كون كل حادث مسبوقا بالزمان ، ولا يضرنا في استغنائه عن الزمان تسمية مثل هذا التقدم زمانيا على ما قال (١) بعضهم : أن التقدم الزماني على وجهين :
أحدهما : أن يكون المتقدم حاصلا في زمان قبل زمان المتأخر كما بين الأب والابن.
وثانيهما : أن يكون تحقق المتقدم قبل تحقق المتأخر من غير أن يكون في زمان كما بين الأمس واليوم.
وقال بعضهم : إن التقدم الزماني بالحقيقة هو الذي بين أجزاء الزمان ، وإنما يعرض الغير بواسطته ، إذ لا معنى لتقدم الأب على الابن ، إلا تقدم زمانه على زمانه (٢) ، حتى لو أريد بالتقدم الحقيقي ، ما يستغني عن الواسطة لم يتناول هذا القسم ، وحصر بعضهم التقدم في الذي بالعلية ، والذي بالطبع ذاهبا إلى أن التقدم بالرتبة ، والتقدم بالشرف ، راجعان إلى الزمان لأن معنى تقدم مكان على آخر (٣) ، أن زمام الوصول (إليه قبل زمان الوصول (٤)) إلى الآخر ، ومعنى تقدم الجنس على النوع أن زمان الأخذ ، والشروع في ملاحظته قبل زمان الأخذ في النوع ، ومعنى تقدم المعلم على المتعلم أن فيه صفة توجب تقدمه في المجلس أو في الشروع في الأمور ، فيعود إلى الزمان بوسط أو بلا وسط ، وأن التقدم الزماني راجع إلى التقدم بالطبع ، لأن السابق من الأجزاء المفروضة (٥) للزمان معد لوجود اللاحق ، وشرط له كالحركة ، فالتقدم
__________________
(١) في (ب) على ما ثبت عندهم بدلا من (ما قال بعضهم).
(٢) في (ب) على هذا الزمان بدلا من (على زمانه).
(٣) في (ب) مكان بدلا من (آخر).
(٤) ما بين القوسين سقط من (أ).
(٥) في (ب) المعروضة بدلا من (المفروضة).