المبحث الثاني
فيمن يجعل الاعتماد نفس المدافعة
(قال : المبحث الثاني : من الملموسات (١) الاعتماد فيمن يجعله نفس المدافعة المحسوسة لما يمنع الحركة إلى جهة ما لا مبدأها المعقول (٢)).
قال : قد يراد بالاعتماد المدافعة (٣) المحسوسة للجسم ، لما يمنعه من الحركة إلى جهة ، فيكون من الكيفيات الملموسة ، ولا يقع اشتباه في تحققه ومغايرته للحركة وللطبيعة ، لكونه محسوسا يوجد حيث لا حركة ، كما في الحجر المسكن في الجو ، والزق المفتوح المسكن تحت الماء ، وينعدم مع بقاء الطبيعة كما في الجسم الساكن في حيزه الطبيعي ، وقد يراد به مبدأ المدافعة فيفسر بكيفية يكون بها الجسم مدافعا لما يمنعه عن الحركة إلى جهة
__________________
(١) الملمس في اللغة : المس باليد ، وهو إحدى الحواس الخمس الظاهرة وقيل : إنه قوة منبثة في جميع البدن فاشية فيه. قال ابن سينا : اللمس : جنس لأربع قوى منبثة معا في الجسد كله.
الواحدة حاكمة في التضاد الذي بين الحار والبارد. والثانية : حاكمة في التضاد الذي بين اليابس والرطب. والثالثة : حاكمة في التضاد الذي بين الصلب واللين. والرابعة : حاكمة في التضاد بين الخشن والأملس».
(راجع النجاة ص ٢٦١ ـ ٢٦٢).
(٢) في (ج) بزيادة (المعقول).
(٣) الدافع : هو المحرك وأكثر ما يطلق هذا اللفظ على الدوافع الانفعالية أو اللاشعور التي تحرك نشاط الفرد وتوجهه إلى غاية معينة. ومعنى الدافع لا ينفصل عن معنى الحركة فهو عند أرسطو المحرك أو المتحرك أو القابل للحركة ، قال : كل شيء فهو متحرك أو محرك من جهة ما هو متغير ، ومحرك من جهة ما هو علة للتغير.