معقولية السبق بالاشتراك أو التشكيك
(قال : ومن هاهنا ترددوا (١) في أن مقولية السبق ، ومقابلته بالاشتراك أو بالتشكيك(٢)).
قد اختلفت العبارات في أن مقولية التقدم والتأخر والمعية على الأقسام الخمسة أو الستة بحسب الاشتراك اللفظي ، بأن يكون موضوعا لكل على حدة ، أو بحسب التشكيك ، بأن يكون موضوعا بمعنى (٣) مشترك بين الكل ، لا (٤) على السواء لكونه في التقدم بالعلية أقدم ، وفي التقدم بالطبع أولى ، حيث يكون بالنظر إلى الذات ، وفي التقدم بالرتبة الحسية أشد منه في العقلية ، وكان هذا مبنى على أن الكل عائد إلى التقدم بالعلة ، وبالطبع ، وبالزمان أو إلى الأولين فقط ، واللفظ موضوع بإزاء معنى مشترك ، هو كون الشيء محتاجا إليه ، وإلا فليس للفظ مفهوم مشترك بين الكل ، لا يقال الكل مشترك في معنى واحد ، وهو أن للمتقدم (٥) أمرا زائدا لا يوجد للمتأخر كالتأثير في الذي بالعلية ، وكونه مقوما أو شرطا في الذي بالطبع ، وكونه مضى له زمان أكثر في الذي بالزمان ، وزيادة الكمال في الذي بالشرف ، وقرب الوصول إليه من مبدأ معين في الذي بالرتبة (٦) ، لأن نقول ليس هذا هو (٧). مفهوم لفظ التقدم ، وإلا لصدق على كل شيء ينسب إلى آخر ، ضرورة أنه يشتمل على أمر لا يوجد في الآخر ، وإن أريد اشتماله على أمر زائد هو أحد الأمور المذكورة ، فمثله يتأتى في كل مشترك لفظي ، بأن يقال لفظ العين مثلا موضوع بإزاء معنى مشترك بين الكل هو مفهوم أحد المعاني.
__________________
(١) أي أهل الفن وهم علماء الكلام.
(٢) فمنهم من رأى إطلاق السبق عليها طريق الاشتراك لكونه وضح لكل على حدة وذلك أن هذه المعاني لا يوجد معنى يكون مشتركا بينها بخصوصها يصلح لوضع اللفظة له بخصوصه وهو غير متساو فيها.
(٣) في (ب) لمعنى.
(٤) في (أ) بزيادة لفظ (لا).
(٥) في (ب) للتقدم.
(٦) في (ب) بالعلية.
(٧) في (أ) سقط لفظ (هو).