حجرا إن لم تتحرك يده لم يتحرك المفتاح ولا الحجر ثم حركة المفتاح أو الحجر تولد سكونه في القصد.
وقال أبو هاشم : بل المولد لهما الاعتماد ، لأنه إذا نصب عمود قائم وادعم بدعام ، واعتمد عليه إنسان إلى جهة الدعامة ثم أزيلت الدعامة فإن العمود يتحرك إلى جهتها ويسقط ، وإن لم يتحرك المعتمد وكلاهما ضعيف ، إذ لا دلالة على الانحصار ، فيجوز أن يكون المولد هو الحركة تارة والاعتماد أخرى ، وكذا ما قيل في أن المتولد هو الاعتماد دون الحركة ، إن حركة الرامي متأخرة عن حركة الحجر ، لأنه ما لم يندفع عن حيزه امتنع انتقال يد الرامي إليه ، لاستحالة تداخل الجسمين ، لأنه إن أريد التأخر بالزمان فاستحالة التداخل لا توجبه لجواز أن يكون اندفاع هذا وانتقال ذاك في زمان واحد ، كما في أجزاء الحلقة التي تدور على نفسها ، بل الأمر كذلك ، وإلا لزم الانفصال ، وإن أريد بالذات فالأمر بالعكس إذ ما لم تتحرك اليد لم يتحرك الحجر ، ولهذا يصح أن يقال : تحركت اليد فتحرك الحجر دون العكس ، فالأقرب أن المولد للحركة والسكون قد يكون هو الحركة ، وقد يكون الاعتماد فإنه يولد.
(قال : والفلاسفة يسمونه الميل ، ويجعلونه طبيعيا وقسريا ونفسانيا ، لأن مبدأه إن كان من خارج فقسري ، وإلا فإن كان مع شعور فنفساني وإلا فطبيعي ، وبعضهم يخص الشعور بالإرادي ، ويجعل النفساني أعم منه لتناوله ميل النبات التبرز والتزيد ، ويدل على أن(١) ترددهم في أن الميل نفس المدافعة ، أو مبدأهما ما قالوا إن الطبيعي لا يوجد عند كون الجسم في حيزه ، وإلا لكان مائلا عنه لا إليه ، وأنه لا يجامع القسري (٢) عند اختلاف الجهة ، لامتناع المدافعة إلى جهة مع (٣) التنحي عنها ، ويجامع عند اتحادها كما في الحجر المدفوع إلى أسفل (٤) ، ولذا كانت حركته أسرع ، وأن الحركة الصاعدة للحجر المرمى إلى فوق ، تشتد ابتداء وتضعف عند القرب
__________________
(١) في (ب) بزيادة حرف (إن).
(٢) في (ب) التسري وهو تحريف.
(٣) في (ب) بزيادة لفظ (مع).
(٤) في (أ) السفل بدلا من (أسفل).